السبت، 16 نوفمبر 2024

أنا العربي للشاعر عبد الملك العبادي

 ((   أنـــــــــــــــا   الـــــعـــــربــــي  ))


أفـــكــرُ  أن  أُسَــافِــرَ مِــــنْ بــــلادي

إلـــى  بــلـدٍ  بــهـا  تُــرعـى الـمَـواهِب


وأن  أحـــيـــا  كــريــمًــا  مُــسْــتَـقِـرًا

عـــزيـــزًا  لا  تُــفـرِّقُـنـي الــمَــذاهِـب


أنـــا  الـعَـربـيُّ  فـــي وطــنـي وإنِّــي

غــريــبٌ  أكــتــوي  نــــارَ  الـمَـتَـاعِب


أعــيــشُ  مــعـذبًـا  بـهـمـومِ  قــومـي

وقــومــي  بــيـن  مَـنْـهُـوبٍ ونَــاهِـب


نُــحَــارِبُ  بـعـضـنَـا  ونـكـيـدُ بـعـضًـا

ونــفـرحُ  إن دنـــت مــنَّـا الـمَـصَـائب


ونــنـصـرُ  غــيـرَنَـا  جــــورًا وظــلـمًـا

ولا  نـــرعــى  الأحـــبّــةَ  والأقــــارِب


مــتـى  يـــا  أيــهَـا الـعـربـيُّ تـصـحـو

وقـــد  مُــلِـىءَ  الإنــا سُــمُ الـعَـقارِب


وصــــارَ  الــغــربُ  حَـاكِـمَـنَا  جِــهَـارًا

يُــوجِّــهُـنَـا  بـــإشـــرَافِ  الــمُــرَاقِـب


يُـــفــرِّقُ  جــمـعـنَـا  وَيَــفُــتُ  فــيـنَـا

ويـنـهـبُ  خـيـرنَـا  مِـــنْ كــلِ جـانـب


ويَــسْــلُـقُـنَـا   بــألــسِــنَـةٍ   حِـــــــدَادٍ

ويــنـهَـشُـنَـا   بــأنــيــابِ  الــثَّــعَـالِـب


ويــغــزو  فِــكْـرَنَـا  ويَـحِـيـقُ مــكــرًا

ومــكـرُ  الــلّـهِ  فــي الـدّاريـنِ غـالـب


ونــحــنُ  بـجـهـلِـنَا  فــــي  كــــلِ وادٍ

تُــحْـرِّكُـنَـا  الـسِّـيـاسَـةُ  والـمَـنَـاصِـب


وَيُـثـنِـيْـنَا  عـــن  الـسَّـاحَـاتِ خـــوفٌ

ويـحـجُـبُنَا  عــن  الـخـيراتِ حَـاجِـب


وَيُــلـجِـمُـنَـا  خـــضــوعٌ  وانــبِــطَـاحٌ

وسـيـطـرةُ  الـكـفيفِ عـلـى الـكـتائب


وتــطــبـيـعٌ  نــبــيـعُ  بـــــهِ  هُـــدَانَــا

إلـــى  كــفـرٍ  بـــهِ  تـبـقـى الـحَـقَـائب


مـــعــاذ  الـــلّــهِ  أن  نــحـيـا كِــرَامًــا

وحــاكِــمُـنَـا   تُــسَــيِّـرُهُ  الأجـــانِــب!


وعــالِــمُـنَـا   يُـــدَاهِــنُ  مُـسْـتَـفِـيْـضًا

بــمـا  يُـمْـلَـى  عـلـيـهِ مِـــنْ الـمَـكاتِب


ونــحــنُ  كــمــا  تـــرى  قـــومٌ نــيـامٌ

تُـخَـدِّرُنَـا  عـــن  الأقــصـى الـمَـلاعِب


ويَـشـغَـلُـنَا  عـــن  الأحـــداثِ كـــأسٌ

وجَــــارِيَـــةٌ   وفــــنَّـــانٌ  وراتـــــــب


مـتـى  يـصحو الـضميرُ مـتى أجـبني

وحـدِّثـنـي  عـــن  الـمِـلـيَارِ شَــارِب؟!


وقــلّــي:  مَــــنْ  يــقـومُ لــهَـا بــعـزمٍ

ويـحـرُسُـهَـا  ويـكـفـيهَا الـمُـحَـارِب؟!


وقـــد  صـــارَ  الــعـدو  لــنَـا صـديـقًـا

نُــبَــادِلُــهُ   الـــمَـــودّةَ  والــمَـكـاسِـب


وصـــــارَ  الـمُـسْـتَـقِيمُ  لــنَــا عــــدوًّا

ولا  نَــرضــى  بـــهِ خِـــلًا وصَــاحِـب


فــيــا  مَــــنْ  غــــرَّهُ  جَــــاهٌ ومَــــالٌ

وحـــادَ  بـــهِ  عـــن الإســلامِ كَــاذِب!


أتــرضــى  أن  تـبـيـعَ أخـــاكَ بـخـسًـا

تُـخَـاصِـمُـهُ  ولــيـسَ  لـــهُ مَـثَـالِـب؟!


وتَــسْــنُـدُ  كـــافِــرًا  طــمـعًـا بــدنـيـا

ولا  تــخــشـى  إلــهَــكَ أن يُــعَـاقِـب!


ألا  تـــبّـــت  يـــــدٌ  مـــــدّت كــيــانًـا

بــأصـنـافِ  الـمَـطـاعِـمِ  والــمَـشَـارِب


وصــامــت  عــــن  مــــؤازرةٍ وبـــذلٍ

وعـــن  شَـــرَفٍ  تَــنَـالُ بــهِ الـمَـرَاتِب


عـــبـــدالـــمــلــك     الــــعــــبَّــــادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق