جنون الفقد البحر :الكامل
في لحظةٍ طارت عصافيرُ المنى من غير ذنبٍ قد قضى ذاكَ الضَّنى
مع أُختِهِ قد عادَ محمولاً وما من فاقدٍ إلَّا وقد ذاقَ العنا
من جاءَ بعدَ الجهدِ من عمليَّةٍ قد كرِّرت سنوات لم يكنِ الجنى
وبعيدَ عسرٍ في الولادةِ قد بدا أملٌ بتحقيقٍ لمن فقدَ الهنا
والأُختُ تأتي بعدَ اعوامٍ مضت مع كلّ صبرٍ ضاقَ فيهِ المجتنى
++++++
لم تستقم تلكَ الحياةُ لأُسرةٍ والفقدُ كانَ لمن تعاديه الدُّنى
يا ويلها أُمٌّ تواري عائداً من أسرِهِ عندَ العدوِّ وقد فنى
والحربُ لا تبقي لها أهلاً ولا من باتَ في كمّدٍ وقد فقدَ السَّنا
والآنَ أطفالٌ لهم في كربةٍ تلكَ الدُّموعُ تحجَّرت ممن رنا
ذاكَ الصُّراخُ بعيدَ كلِّ تصبُّرٍ لم يستكنْ بجوارحٍ بل أمعنا
+++++++
من ذا يناديني ومن لي بالَّذي تحلو الدُّنى مع كلِّ صبحٍ إن دنا
من ذا يلومُ صراخَ ثكلى أُثقلت من فقدِ أركانِ الحياةٍ فهدَّنا
قَتْلُ الجميعِ بغارةٍ وحشيَّةٍ والفقدُ كانَ محطِّماً ما أوهنا
ماتوا جميعاً والشَّهادةُ قسمةٌ يحظى بها من كانَ يحلمُ بالمنى
ما عادَ عقلٌ يرتوي من عزَّةٍ إذ باتَ فَقْدٌ تصطلي منهُ الأَنا
++++++++++
يا ربِّ لطفكَ بالَّتي لا تهتدي لطريقِ حقٍّ قد أدانَ وأعلنا
دنيا تغرُّ وقد تمرُّ بصرخةٍ حملت من الأَيامِ ما قد جنَّنا
لا عاشَ حزنٌّ في الفؤادِ يظلُّهُ فقدانَ عقلٍ ليسَ يدري من هنا
يا ربِّ صلِّ على الَّذي ما ضرَّه فقدُ الأحبَّةِ والعناءُ لهُ انحنى
صلوا عليهِ أحبتى وادعوا لمن قد باتَ يهذي بالجهادِ فشدَّنا
++++++++++
الاثنين 28 جمادى الآخرة 1446ه
30 ديسمبر 2024 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق