تآمر الأعاريب
تداعى علينا كلُّ لَدٍّ وفاجِرِ
يُريد بنا شرّا سليلِ الأصاغِرِ
دَعِيٌّ مِنَ الأعرابِ ليس مُؤَصَّلاً
وليس من الشُّمِّ الأُنوفِ الأكابرِ
أناخ لَدى الأعداءِ صَهْوَةَ ذُلِّه
يُحيكُ لنا ثَوْبَ البِلى بالتّآمُرِ
على أنّه يُنْمى لِعِتْرَةِ يَعْرُبٍ
فهيهاتَ أنْ يَحْظى بأدْنى المفاخِرِ
يُعِدُّ لنا السُّمَّ الزُّؤامَ ويَدَّعي
سلامةَ قلبٍ طيِّبٍ في السرائرِ
ألا ساء ما يَرمي إليه مِنَ الرَّدى
و إنْ كان مَخْفِيّا و ليس بِظاهِرِ
تَمَنّى لنا الخيرَ العَميمَ بقوله
وأخْفى النّوايا في هَديرِ المَنابِرِ
حَذارِ بَني قَوْمي كلامَ مُهَجَّنٍ
تَنَزَّتْ به السَّوْآتُ عن كلِّ ساتِرِ
رمانا بِسَهْمِ الحِقْدِ يَنْهَشُ قلبَه
غداةَ رأى فينا طُموحاتِ ثائِرِ
بدا خائفاً أنْ تُسْتباحَ حُصونُه
بثورةِ شعبٍ عند صَحْوِ الضمائِرِ
فهاجَ جُنوناً كالبَعيرِ ولَيْتَه
بعيرٌ و لكنْ بَعْرَةٌ مِنْ مَباعِرِ
فهَمَّ وأعْوانٌ له طَوْعَ أمْرِه
لِتَقْويضِ آمالٍ لِشَعْبٍ ثائِرِ
لِيَنْأى بِشعْبٍ لم يَزَلْ في سُباتِهِ
ومازال مَرْهوناً بِرِبْقَةِ ماكِرِ
لِيَبْقى عنِ العَدْوى بعيداً مُغَيَّباً
يُساسُ كما الأنْعام أعْمى البَصائِرِ
ويعْلو عليهم بالإمارةِ سَيِّداً
و هُمْ هَمَلٌ مِثْلُ العَبيدِ المَناكِرِ
تَسَمّى بِخَيْرِ اسْمٍ وليس بِأَهْلِهِ
وشتّان بين المُصْطفى وابْنِ خاسِرِ
أعانَ بني صُهْيونَ في حرْبِ غَزَّةٍ
و مَدَّ سَراياهُم ببعضِ الذَّخائِرِ
يُساعدهم بالمالِ في قَتْلِ إخْوَةٍ
و لم يَدَّخِرْ جُهْداً فَتَبّا لِداخِرِ
سَيَلْقى مِنَ الجَبّارِ ما هو أهْلُه
و يَصْلى بإذنِ اللهِ شَرَّ الدّوائِرِ
فَيا أخْوَتي لا تَأْبَهوا لِحُثالةٍ
كثيرٍ عليها الذِّكْرُ في هَجْوِ شاعِرِ
وهَذي الأَعاريبُ التي رَبَصَتْ بنا
سَتَلْقى مِنَ التّاريخِ غَفْلَةَ ساخِرِ
وحَيّوا تَميماً وهْوَ نَسْلُ أماجِدٍ
ومِنْ قَبْلُ حَيّوا جاسِماً خَيْرَ ناصِرِ
وأَرْدوغَ حَيّوا وهْوَ واللهِ طَيِّبٌ
نُرَجِّبُهُ فَخْراً بكلِّ المَشاعِرِ
تَحِيَّةَ عِرْفانٍ و شُكُراً لجِلَّةٍ
تَحِيَّةَ أحْرارٍ هنا و حَرائِرِ
ويا ربِّ عَوْذاً فالعُيونُ حَسودةٌ
وأتْممْ لنا ما قد بدأتَ بِدابِرِ
م. نواف عبد العزيز
أبو عبادة
٢٩/١٢/٢٠٢٤