الثلاثاء، 7 يناير 2025

لتأكلني الأسئلة للشاعرة سعاد شهيد

 نص بعنوان / لتأكلني الأسئلة 

تَصومني 

تُسكنني هامش الحكايات 

خارج إطار الحياة 

لتأكلني الأسئلة 

هوائي مبتور 

مليء بشظايا الخريف 

غصة تخنق الدماء 

لأجدني في حرب مع الأسئلة

هل مازال اسمي يهز النبضات 

حرفي يجعله مشتاقا 

اهتمامي يفرحه يبتسم رغم وجع الذات 

هل أسكنه كما يسكن نبضي 

هل يسمع أنيني و آهاتي 

هل زاره الحنين سرق منه الراحة 

صادر أحلامه 

جعل الحيرة تسجنه و تعذبه 

هل يحس بصباحه فارغا بدون أنفاسي 

هل يبحث عني في ملامح كل الوجوه 

هل و هل و هل دخل متاهة أرضها جمر

و أسوارها متحركة تخنق الأنفاس 

و أبوابها سراب هارب في اللامكان 

هل و هل و هل لا يشتاق حد التيه عن الذات 

و متى يا سلام روحي 

تهديني الأمان 

سِلم قلبي و الاطمئنان 

تعال لتنام  الأسئلة 

تنتهي حرب أفكاري 

و حيرة الأفئدة 

تعال ليبزغ هلال مسائي 

ترقص النجوم في سماء بستاني 

تتفتح أزهاره 

تعطر أركان غرفتي 

يدخل الدفء لقلب تجمدت  الدماء 

في شرايينه من غياب شمس الهناء

 رحيل ربيع من الجفاء 

تعال ليهاجر الرمادي تعود الألوان للأرجاء 

هذه يدي ممدودة 

بسمتي و ضعفي و كل الجراح 

أمامك لم أخجل من أن أعري ندوبي 

دموعي 

و سرد ما كان من الآهات 

تعال لنطرد ظل ظلام الضلال 

نسطر طريقا نزيح كل العثرات 

تعال فما الحياة إلا وليف وفي 

و فتات أمنيات 

حضنت عليها عصافير 

انتصرت على الرياح 

تعال فقد أشبعتني قطرات دموع شمع أشواقي 

حرقا و آهات 

عمقت الجراح

لا تتركني كوردة علقت في أشواك سياج 

لا الريح أخذتها في سفرها المجهول 

و لا أسنان الأشواك رحمتها من الأنين

تعال قبل أن تصدأ دمائي في شراييني  

أصبح طعاما لجوارح مجهولة 

رمادا باردا صمتت جمراته 

غادرت الحياة


بقلمي / سعاد شهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق