الأربعاء، 8 يناير 2025

العاقلة للشاعر حسن علي المرعي

     

           ... العـاقِـلَةْ  ...


بالعقْـلِ  تسـجـدُ  والسـماءُ  تـميـدُ

أرضٌ  عـلـيهـا  الكائنـاتُ   عَـبـيـدُ


لولا العقـولُ حـواكِـمٌ بيـنَ الورى

ماكـانَ  بالـفـيـضِ  الإلـهُ  يـجـودُ


ولكـانَ  آدمُ  فـي غـيـاهـبِ ذكـرِهِ

عـدَمًا  وليـس  بـطـيـنَـةٍ  مـولـودُ


لـكـنَّـهُ   بـلـســـانـهِ  أســـمـاؤهُـمْ

وبصُـلْبِـهِ  صُـورُ العقـولِ شُهـودُ


تلكَ العقـولُ تـوحَّـدَتْ في واحـدٍ

ما رادَ   شـاءَ  وما يـشـاءُ  يُـريـدُ


يا قـومُ منْ تلكَ العـقـولِ تـنـوَّرتْ

سـادتْ  رجـالُ  زمانِهـا  وتـسـودُ


ولَكَمْ تكـرَّرَ في الكتـابِ حديثُهُـمْ

في  كـلِّ  مُـحْـكَـمِ  آيـةٍ   توكـيـدُ


آناً بـذي الألبـابِ  كـرَّرَ  وصْـفَهُـمْ

وبكـلِّ  سِـفْـرٍ  حَـبْـلُهُـمْ   مـمـدودُ


فصفاتُهُـمْ جلَّـتْ عن الحصْـرِالّذي

يحظـى  بهـا  تفـكيـرُنا  المحـدودُ


واللهُ  نـاشـدَنـا  التشـبُّـهَ  فـيـهُـمُ

عـقـلًا   تُقـارِبُـهُ  الرجـالُ  الصِّيـدُ


باللّهِ هـلْ هـذِي الدماءُ وما جـرى 

شــرقًا  وغــربًا   فـاقِـدٌ  وفـقـيـدُ


مِنْ عاقـلِ التاريخِ أم مِنْ  صفحةٍ

حـمـراءَ شـاركَـهـا  الزمـانَ  يزيـدُ  


أوليـسَ  في  تحلـيـلِهـا  مَهـدورةً

سَـفَـهٌ  على فِـقْـهِ الحيـاةِ  شـديدُ


أوليـسَ في لُـغَـةِ المـذاهـبِ كلهِّـا

أنَّ   الدمـاءَ   مَـحـارمٌ    وحُـدودُ


أوليـسَ تجـمعُ بيـنَـنـا لُـغَـةُ السما 

مـهـمـا  يُـقطِّعُ  في البلادِ  حقـودُ


فـوكيفَ يا أهلـي بكلِّ وجـوهِكـمْ

ذُبِـحَـتْ   ورودُ  تِـلاوةٍ  وورودُ ؟


بالأمـسِ  كُنّـا  بالمـنـازلِ  جِِـيـرةً

وعيـونُ  ليلى   شاعـرٌ   وقصـيدُ


أوليـسَ في تلكَ الديـار ِديـارِكـمْ

مِنْ  ذِكريـاتي  قـائِـمٌ  وحصـيـدُ


ياقـومُ  بعضُ العقـلِ يعـرفُ أنَّـهُ

للـباقـيـاتِ  الصـالـحـاتِ  وجـودُ


لِـنعَـودَ تجمعُـنـا  المناهـلُ غُـدوةً

ويـؤمُّـنـا   التـأويـلُ  والتـجـويـدُ


عقلي وعقـلُكَ ثـورةٌ لا ما ادَّعَـتْ

تلكَ  القلـوبُ  الحاقِنـاتُ  السُّـودُ


فأنا  وما كـتـبَ الجنـوبُ بغَ زَّ ةٍ

في  كـلِّ  دمعـةِ  ثاكـلٍ  موجـودُ


 وعليكَ أنْ  تنسـى وأنسى فِتنـةً

هِـرِئَ  الزمـانُ  وما نـزالُ  نُـعـيـدُ


وأنا وأنتَ ولا خـلافَ سوى الذي

جِهَـةَ الجنوبِ إلى الشـمالِ يقـودُ


والكـلُّ  في  دارِ النـبـوَّةِ  شــاهـدُ

فاللّهُ  أوحـى  والكـتـابُ  وحـيـدُ


وصـلاتُـنـا   - صلُّـوا عليهِ وآلـهِ -

وســــلامُـنـا   للعـالـمـيـنَ  نـشـيدُ


ترقى الحضـارةُ  للفضاءِ بعِلْمِـنـا

وهناكَ  في القـمـرِ المُـنيـرِ بريـدُ


وهنا وفي الأعرابِ مازالَ العمى

يـتـبـادلانِ    جـديـدُهُ     وتـلـيـدُ


فلكـلِّ مَـنْ  قـرأ  الكتـابَ  محبَّـةً

بـيـنَ  الخـلائـقِ  دعـوةٌ   ومَزيـدُ


إصلاحُ ذاتِ البيـنِ أعظـمُ منزلًا

مادامَ في بعضِ الرؤوسِ جُمُـودُ


ومحمَّـدٌ  قلـمُ  السـماءِ   وقـلـبُـهُ

يا قـومُ  في خُلُـقِ الزمانِ  جديـدُ


إنْ لـم  نكُـفَّ  ونـستعِفَّ  فدينُـنـا

في فِـتْنةِ  الزمنِ الشهيـدِ  شـهيـدُ

 

ــ الصِّيدُ  : سادَةُ الرجالِ

ــ التليدُ  : القديمُ       

 حسن علي المرعي٢٠١٢/٨/٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق