مهجتك يا من رَسَمَ الوَجدَ فِي الرُوحِ،
وأشعلَ في أعماقِ الليلِ جَمرَ البُكاءِ.
يا طيفًا يجتاحُ المدى، وينسجُ من
الغيبِ أجنحةً ترفرفُ فوقَ الفناءِ.
أيا شعلةً تختبئُ بينَ الضلوعِ،
ويا همسَ الريحِ حينَ تصافحُ المآقي.
هل أُخمِدَ الجَوى في قلبِ مَن أحبَّ،
أم أنّ الشوقَ يزهرُ في دروبِ التلاقي؟
يا وجهًا يشرقُ في سكونِ الليلِ،
كالقمرِ حينَ يكتبُ على صفحةِ الماءِ.
أحنُّ إليكَ كما تحنُّ الروحُ،
إلى فجرٍ يَغسلُ عتمةَ الجفاءِ.
قد ضاعَ مني العمرُ في سؤالٍ صامتٍ،
هل الحبُّ جُرحٌ أم بريقُ شفاءِ؟
هل هو نارٌ تأكلُ أطرافَ الجسدِ،
أم غيثٌ يُحيي جذورَ الرجاءِ؟
يا من تركتَ القلبَ يهيمُ وحيدًا،
يبحثُ عنك بينَ ظلٍّ وصفاءِ،
كلُّ نبضٍ في دمي يذكرُ اسمَك،
كأنكَ أغنيةُ الخلودِ في الفناءِ.
أيا لحنَ الروحِ الذي لا ينتهي،
كم من ليالٍ بكتك في الخفاءِ،
فلتكن سرابًا، أو وهمًا عابرًا،
لكنّك تسكنُ أبديةَ السماءِ
–عاهد الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق