السبت، 4 يناير 2025

أخيار وأشرار للشاعر أحمد الكندودي

 أخيار وأشرار***

حين سكت عن الحق هم الأخيار

غاث الوقحاء في الأرض ضرا وضِرار

خالوا انفسهم اهل حل...

فزادوا في الكير حطبا ونار

بل غرقوا في القبح عنادا

خالوا انفسهم جيادا

باتت ضباعهم تزأر وهم صغار

جهالة  وأقنعة كثيرة

ركبوا الصمت  والنفوس  شريرة

شهدوا الزور وداسوا الأبرار

حين سكت الأخيار

استيقظ الأجلاف من قبورهم

طغوا وتعالوا ...

انتشروا كالجراد  وقالوا :

نحن الأسياد واهل القرار

خمدت الشموس

هاجرت العصافير وعم العبوس

انتهى الود والوداد ...

حولوا   الخير رمادا وغبار

جياع بالفطرة

عراة  وقبح نظر وعبرة

دنسوا الكراسات بالعار

صفق القطيع

من باتوا اتباعا لمخلوق وضيع

ما زرع غير الشوك فحصدنا البوار

بل بتنا لعبا معلبة ...

عبيدا لا احرار

وحين ساد الاشرار

نهبوا الغلة

لا دين ولا ملة

اشباه مخلوقات سرمدية 

ما فهموا نداء الأقلام  ولا الأشعار

نهبوا وسرقوا ...

رهنوا الحر للعدى وعلى فرحه اعتدوا

اسبلوا غيوم النجوم والأقمار

اتخذوا أنين البؤساء معبرا

قمطوا المصائر بالغبن والانكار

وحين سكت الأخيار

تواطأ أهل الثرثرة ودنسوا  الأنوار

فجف الوادي وذبل الريحان والازهار

طحالب تمددت بين خفق القلوب

جهل وخبث والقلم مكسور معصوب

 عم الجور  والسهاد وتاه الاخيار

وحين توارى اهل النقاء 

تسلط العجاف وعم الجفاء

اخترقت القسوة فدادين القمح

جزوا بالنصب  شجر التين والبلح

انتفخت البطون سحتا والخير بار

فانهض أيها الحر قبل ان يبضعك ماكر

خان البلاد ونحو المستفهم سائر

زعم انه اهل تنوير وهو في الظلام حار

قد  باتت الطحالب علة 

هدت الأصول والدين والملة

 بعثروا بالوقاحة أعشاشا وأوكار

فانهض سنمار

دافع عن قطعة ذاك البقاء

زور وتمييز  وأشلاء

صن الحق فقد شنقه وباء

من كان البارحة  معدما ...

وخلسة عاد  سيد القرار

بالحرف انقش 

مزق خيوط المكر  وانبش

بل بالوعي  دس ذاك الصرصار

قد سكن المعالي

مزق الكراس وكفر  بالمتاني

اغرق سفينة التآخي وبات شرا وعار

حين سكت الأخيار  

*** الأديب والشاعر: احمد الكندودي  *** المغرب ***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق