عامٌ على رحيلِك يا توأمَ الرّوحِ...
اثنا عشر شهراً...
اثنان وخمسون أسبوعاً....
ثلاثمئة وخمسةٌ وستّون يوماً....
ثمانية آلاف وسبعمائة وستّون ساعة...
وأنا أعيش بين رحَى الفقدِ والرّحيل، وأتجرّعُ مرارةَ الغيابِ، وأسطّرُ ألمي بعباراتٍ فقيرةٍ علّها تخفّف ثِقَل هذه الأيام التي تمرّ دونك...
ثلاثمئة وخمسةٌ وستّون شمساً أشرقت منذ رحيلك، ارتدت كسوف الحزنِ والقهرِ والأنين....
ثلاثمئة وخمسةٌ وستّون ليلاً، والقمرُ فيهنّ مٌغلّفٌ في خسوفِ الفقدِ والحنين...
والحياةُ في ظلامٍ حالكٍ، فقد ابيضّت عيناي حزناً وشوقاً، وبُتِرَ القلبُ وانقطع الوتين...
وأنا في دروبِها أحاولُ أن أكملَ المسير، فأجد خطواتي متعثرةً مشلولةً، وأراقبُ روحي التي أصابها العجزُ، وقلبي الذي شاب...
أمشي في الحياة فأتكئ على عكّازِ الذّكريات، ولا نور يضيء حياتي الا أنوارُ ذكراكَ الطّيبة، يا من كنتَ لحياتي خير رفيق.
عامٌ على رحيلك، والحياة بين أضلعي تحتضر، فالفرحُ قد ودّعني معك، وما زلتُ أعيشُ تفاصيل تلك اللحظة التي توقّف بها كلّ شيء إلا حبّك الذي ينبضُ داخلي...
عامٌ على رحيلِك يا شريك الرّوحِ، وجرحُ فراقِك النازف لم يلتئم ولم يندمل، وكسرُ قلبي لم ينجبر..
عامٌ على الغياب، وأنا أبحثُ عنك بين الوجوه فلا أرى إلا وجهك، وأسمع صوتك وحدك رغم ضجيج البشر...
عامٌ على الفراقِ، وزوجي قرّة عيني بين أحضانِ الثّرى، أحاول أن أخفف فجيعتي به بالصبرِ والحمدِ، وألملم بقايا روحي، وأواسي قلبي بآياتٍ من القرآن...
عامٌ على رحيلك، وأنا أصارع شوقي واشتياقي، حاجتي واحتياجي، قهري وأشجاني، وأغلّف كل ما أعاني بالدعاء لله بالثباتِ والصبر...
رحلْتَ يا فقيدَ قلبي، رحلَ السّند والأمان، رحل وترك جرحاً لا يبرأ ولا يشفى إلا بلقائك في جنّةِ الرحمن بإذن الله...
رحلْتَ يا رفيقَ الدّربِ، وأنا التي أدمنْتُ وجودك جانبي، وتعلّقْتُ بك حتى اغتالَ الفقدُ أعماقَ روحي...
رحلْتَ يا شريكَ العمرِ، يا من كنتَ عزيزي وعزّي وعزوتي، وملجئي بعد الله تعالى....
رحمك الله يا من كانت تطيبُ بك ولك الحياة.
رحمكَ الله يا من كنْتَ جنّتي على الأرض....
بقلمي/ بيسان مرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق