الثلاثاء، 7 يناير 2025

خاطرة/ هواجس الحياة للاديبة سميا دكالي

 هواجس الحياة  ☕


لاريب أن الحياة ما وجدت إلا للأقوى، لأن أكبر تحدي قد يصطدم به الشخص يحدث عند تعثره بكم من التحديات، وهو سائر وإياها في نفس الطريق الذي رسمه لنفسه، وخطط لها منذ وعيه بالوجود وأصداء أمنيات على مسامعه تتردد، فقوته أو ضعفه ستبدأ من هنا أكيد .


لأن التحدي لن يكون إلا إذا استطاع التغلب عليها رغم العواصف التي تعترضه، والتيه الذي أرضعته له الحياة الغامضة، لكن مع الأسف لن يتأتى ذلك للجميع، مادامت توجد فئة تقية تحاول الحفاظ على عالمها النقي الذي صنعته لنفسها، وعلى السلام الداخلي الذي لا تشوبه أي شائبة من أوزار البشر.

أكيد مادام قد حصر نفسه في تلك الدائرة وقيد بين براثنها سيشعر بالنقصان، ليغدو بعيدا كل البعد عن الصورة التي تمناها ليحس اتجاهها بغربة موحشة تأكل كل شيء جميل بداخله، حينها سيقف وقفة حائر أمام تلك التحديات ليتقمص ذاتا غير ذاته ويتأقلم على طعم الحقيقة المرة المزيفة التي سيحتسيها غصبا عنه.


ربما ستواصل تلك الفئة حياتها بعد اصطدامها بالواقع وحنين بذاكرتها يصور لها كل حين وحين تلك الروايات ذات الأوراق الصفراء والسعادة البنفسجية التي عاشتها  في ذاك الزمن الغابر، لتجدها فجاة وقد مرت كمرور السحاب، مع الأسف لن تعود تلك البراءة، فقط ستظل تطارد لياليها الباردة على أعتاب خريفها وأوراق أشجارها الذابلة لتتساقط ورقة ورقة آخذة منها أحلامها.


ستكتفي بالذكرى وبابتسامة ساخرة على محياها ودمعة واقفة تداريها بنظارة سوداء كلما صادفت غرباء مثلها.


ستظل هكذا تحيا لا سعادة أبدية ولا حزن أبدي، وما أصعب أن تكون في مفترق الطرق بل وعند أنصاف الأشياء دون أن تستطيع  بلوغ ذاك الشعاع الذي تبقى لك من شمعة الأمل قبل انطفائها، وأنت متأكد أنه السبيل الى النجاة لتتوصل أخيرا أنك ستلبس ذاتا غير ذاتك مع حفنة من حبوب قهوة تشربها بمرارة، محاولا الرجوع إلى أصلك النقي وكلك خوف أن تذبل وردة السلام، وتبقى نفسك سجينة عالم ما رغبته روحك.


سميا دكالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق