ما كنت إلا صديقا حميما ** بقلم علي مباركي
أنا من أكون إذاً لم أكن
حبيبا وفائي مهيب الظهور
خصيما أكون إذا لم أثق
بمن خانت العهد ذاك الطهور
وراحت بعرضي تناشد بيعا
لمن يستبيح خزامى الزهور
ويهفو على ملكات الفؤاد
ومني رجوا لا لنفسي ثبور
دعوا دعوة قاهر لا يحور
عن الحق في غالبي الأمور
غريبا أكون إذا لم يرق
لقلبي الرضوخ لضم الثغور
شفاه تراود مالا حراما
رضاب يسيل پأعلى الصدور
ونبض الثعالة خبث غويص
تفانت بحبقه فاتنة حور
كأن بحدق تربت نسور
وصارت تعيق قلوب الجسور
حنانا عليه صبوت كبيرا
ولم اشف من نتوء الدهور
غدوت بحلمي وراء الصخور
أعادي رموز الحقوق الغرور
وحين أنصدمت بواقع أمر
حذوت القضاء لنبذ الشغور
عساني ألمم بقايا شرودي
وفي مهجتي سوء بعث شكور
علام انوح وقلبي عليل
علام نزوحي وعقلي يحور
لماذا اللئام تصول، تجول
بأرض جفاها الصفاء الحرور
لم الطييبون عليهم حواس
شغاف بمرضى نفوس الشرور
فهل من فقيه يميط اللثام
لثام الموازين عبر القصور
يجازي الظلوم جزاء وفيرا
يردد حقوق عفيف النذور
علي مباركي
تونس في 22 جانفي 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق