"حروف وعبر"
كل إنسان يولد سويا
صافي السريرة نقيا
خاليا من كل أذيا
في مهده غرا صبيا
بفطرته السليمة الزكيا
صبغة الخالق رب البرايا.
ثم يكبر فينا حس الكيان
في معترك خضم الأزمان
شئيا فشيئا حسب الرهان
بين توازن شعرة الميزان.
سبحان من أوجد الإنسان
كل شيء فيه بحسبان
طورا وأطوارا بالتبيان
إنها مشيئة المولى الديان
الخالق الخلاق الحق المنان
الموصي بالبر وكمال الإحسان.
يا أيها الإنسان حتى متى النكران
والحيف والجور والإفك والطغيان
كن بذرة ود كزهرة في بستان
يسقيها الحب والوئام والحنان
كن أرضا خصبة تجود بلا امتنان
ما دام رمق حياتك في الجريان
لملم بشاعتك قبل فوات الأوان
فالمنايا حوامة تدور كالطوفان
لا تدري أتلقاك في غفلة سلوان
أم على وقع زلة من نزغ شيطان.
فاقصر الشر وبادر بالخير تباعا
وارجع إلى ربك مسالما مطواعا
واتخذ إيمانك لقارب حياتك شراعا
فبحر الحياة جارف يهزم الشجاعا.
بقلمي: الشاعر الكاتب الزجال
محمد السوارتي الإدريسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق