[[[عجين الوقت]]]
بداية يوم تائهة بين الحلم واليقظة
الساعات تتساقط فوقي كأوراق الخريف، متكسرة.
جاءني الوقت في يدي كعجين ثقيل،
حاولت تشكيله،
لكن أصابعي غاصت في لزوجته،
لا ماء يصلح، لا دقيق، ولا خميرة.
كل شيء يتسرب بين أصابعي،
ويبقى الوقت كتلة غير قابلة للمعالجة:
لا هي صلبة لدرجة تكسر اليد،
ولا هي مرنة يمكن تشكيلها.
في بعض الأيام، يأتي كأوراق ممزقة،
أمد يدي فتتمزق،
وفي أخرى، يتحجّر
حتى يخيل إلي أن عقارب الساعة قد تجمدت،
لكنها تواصل التحرك، ببطء ثقيل،
تذكرني بأيام كنت فيها أراقب صمت الغرفة.
وهو يتسلل، ببطء، عبر أطراف الفراغ.
الوقت ليس خيطًا يمتد بلا نهاية،
ولا سلاسل مُعدة للأخذ.
إنه كتلة من العجز:
أدفعه فيدفعني،
أسحبه فيسحبني إلى نفس المكان.
اليوم هو الأمس الذي نسي اسمه،
وغدًا ليس إلا اسمًا يتيمًا بلا ماضي.
كالجزء المختبئ تحت التراب،
ثم جاء المطر، فاستفاقت البذرة لتلامس الضوء،
وتنمو رغم الرياح،
تلون الطريق بالأخضر.
تعلمت أن لا تنتظر مرور أحد
بل تصنع ربيعها بذاتها.
سعدية.عادل
28/04/20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق