الاثنين، 28 أبريل 2025

قطرات غيوم للمهندس فتحي فايز الخريشا

 .                      قَطَرَاتُ غُيُومٍ

كُلُّ ٱلْوُجُوهِ قَطَرَاتُ غُيُومٍ تحومُ بَيْنَ أرضٍ وسَمَاء،

مِنْهَا مَا تَتَسَاقَطُ عَلَى ٱلْخَضْرَاءِ، 

لِتُحْيِيَ بَذَارَهَا في أثلام النَّمَاء،

وَمِنْهَا مَا تَضِلُّ فِي الرِّيَاحِ مُتلاشِيَةً في دَوَارِجِ الهَوَاءِ، 

تَتَبَدَّدُ قَبْلَ ٱلنُّزُولِ على أكفِّ العَفَاءِ، 

تَفْنَىٰ دُونَ أَثَرٍ كمَا الهَبَاءِ،

ٱلنَّاسُ مِثْلُ ٱلْغُيُومِ ٱلْعَابِرَةِ في الأجْوَاء فوق تُرَابٍ ومَاءٍ،

ومَنْ يَدرِي يَا وَعيُ،

لَعَلَّ وُجُوهَهُمُ الأثِيرِيَّةَ لا تَغِيبُ عَنْ فَضَاءِ كَونٍ وأَكْوَانٍ، 

لَعَلَّهَا لا تأَفَلُ عَنْ مِرآةِ الوِلَادَةِ مَهْمَا أتَّشَحَتْ بالظَّلْمَةِ أو الضِّيَاءِ،

كَذَا يَا نَابِضَةَ القلْبِ، 

لَعَلَّ الأصوَاتَ أَصوَاتَهُمْ تَبْقَىٰ كمَا أهَازِيج الصَّبَاحِ وترَانِيمُ المَسَاءِ،

تَتَرَدَّدُ إلىٰ مَا بَعدَ أُفُقِ ٱلْمَغِيبِ كمَا هَمسَات الرَّحِيلِ علىٰ أوتارِ الأصدَاءِ، 

إلىٰ مَا بَعد سَاتِرِ الحِجَابِ عَبْرَ هَاوِيَةِ الظَّلْمَاءِ نَحوَ أنوارِ الصَّفَاءِ، 

تَتَرَدَّدُ بِأَلحَانِ الشَّقَاءِ والهَنَاءِ حَتَّىٰ فِي جَوقَةِ ٱلْفَنَاءِ. 

             

                من ديوان حديقة النور لمؤلفه :

              المهندس فتحي فايز الخريشا ( آدم )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق