الخميس، 8 مايو 2025

لوحة تخفق رقة للشاعر محمد الحسيني

 لوحةٌ تخفقُ رقة***

.............................


كما ينسكبُ الضوْءُ على صفحةِ جدولٍ خجول،

لا صوتَ لها...

لكنّها... تملأُ الغابةَ هَمْسًا.

كأنَّ شلّالًا تدرَّبَ طويلًا على الرِّقّة،

ثمَّ قرَّر أنْ يمشي.


تَمشي...

فتستقيمُ الأغصان،

ويَخْضَرُّ الغيابُ على مهل.

لا تُخطِئُها النَّسائمُ، بل...

تَتْبَعُها كما يتبعُ الطِّفلُ خيوطَ حُلْمِه في الحُقول.


ومِن رشاقةِ الخُطُو،

بما يتعطَّلُ في القلبِ خدُّ مرورِها،

وحيثُ النَّدى... يُوشكُ أنْ يعتذرَ إنْ بَلَّلَ إثْرَها،

والغَيْمُ يُبْطِئُ هجرتَه،

ليُصغي... لِصَمْتِ رنينِها.


تَلتفتُ...

فتنكشفُ مَسَامّاتُ غابةٍ،

ويُصابُ الوقتُ بدفْقٍ و وجنةِ حُمرة،

ونظرةٌ لا تُشبِهُ إلّا... خفقةَ نَجمةٍ تأسرُ لُبابَ ضوءٍ وترحل.


وتتبعُها الفراشاتُ دونَ وعيٍ حينَ يَحبِسُها الضوْء،

ويَرتبكُ الطِّلاءُ في مرآةِ عينيها... كأنّها الأصلُ،

وجَمْعُ الجمعِ جمْعُهُ مرآةٌ تَحتارُ اللحاقَ بها.


غَزالةٌ لوحةٌ... ورقّةُ سَهمٍ...

وخَلْخالُ خُطًو يَمرحُ في صِفاتي،

يَندَسُّ في لُغَتي كخافقِ نَبضٍ،

ويَسري... في حَضنِ الملامحِ،

كأنَّما من سَليلِ نسائمَ،

ولا... أُريدُ أنْ أشفى.


كأنَّما نَفَسٌ ناعِمٌ،

يَسكُبُ أكوابي بوابِلِ قَطرةٍ،

تَسكنُ...

تضمُّ...

ولا تَرحل.


( محمد الحسيني)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق