---
زوج فاشل.
أحمل رزمة الخبز وأكياس الفاكهة لزوجةٍ تستيقظ فقط على صوت أذان الظهر، وضجيج بائع الغاز المتجول. أفتح الباب وحدي، لا أحد يعانقني. أغلقه من خلفي، دون أن ألتفت.
ما مضى كان كثيرًا، ثقيلًا... وما تبقى يجرُّ نفسه ببطء، كأنه جسدٌ كسيح، يتعكز على أيام بيضاء وكلمات يتيمة.
شاهدت فيلماً جميلاً، بل رائعًا. غَرقت فيه حتى الأعماق. كنتُ البطل، لكن ليس ذاك الذي ظل في الصورة حتى النهاية. بل كنت ذاك الذي اختبأ خلف الشجرة.
كان يبكي... أو ربما كنت أنا من يبكي؟
الخذلان شعور حارق. دعاني لأن أحتسي شراب الهزيمة. كأس بعد كأس، وبين كل رشفةٍ وأخرى، كان السنجاب يمرّ أمامنا بقفّازاته الصغيرة، يبحث عن كستناء... أو عن حبيبة ينتظرها في الشتاء.
قلت له مازحًا: "ألا تبكي؟"
فقال: "لا... لأنني مثلك تمامًا. حين أفتح الباب، لا أحد ينتظرني... لا أحد يحتضنني... لذا، أُعانق الريح."
حميد العادلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق