*انفجار من أجل الحياة*
أيّها الجاثم على الأنفاس والمقدّسات
يا مَن أتلفتَ الغرس والزّرع والنّبات
لقد حاولتََ مرٌات ..ومرّات ..ومرّات
قتلَ الفرحِ وذبحَ الحياة
وحرثتَ الأرض الخصبة
وغرستَ الموت بدل النّبات
وسقيتَها دما مسفوكا
من أجساد الماجِدات
فأنبتت زهراتٍ يانعةً حالِمات
وعصافيرَ جميلةً وفراشات
تنبض طُهرا ونقاءً وحياة
فرغم الخوف المتبوع بالجوع
والقلق الممزوج بالدّموع
ملأت أُسودُ العِزّة أكُفّها
تُرابا مُقدّسا من الأرض اليباب
وتمسّكت بالحقّ المُسَجَّل في الكتاب
بعد ان أغلقتَ في وجهها
المَنافذ والنّوافذ والأبواب
وزرعتَ في طرقاتها الآمنة
الأشواكَ و السّكاكينَ والعذاب
والأوجاعَ الشّديدةَ والأتعاب
فرغم حضورِ العالمِ الحُرِّ بالغياب
استلهمت من الأنبياء والرُّسُل
سُبُلَ النّجاة والتّمسُّكَ بالأمل
وأخذت بالحركة والبركة والأسباب
وتحدّت قهر الغريب وخذلان القريب
وجعلت من ألم القهرِ والمعاناة
وقودا رافِعا للتّحدّي لفرض المساواة
ومحرّكا دافِعا للتّصدّي لكلّ المؤامرات
فأنجزت بأظافرها المقلوعة
وأصابعها المَوجوعة
ملاحِمَ العزّ ضِدّ الطّغاة
وكتبت بمِداد الثّبات
أجملَ قِصَصِ الصّمودِ والنّهايات
فخرا ومجدا وانتصارات
فاح شذاها في المسالك والممرّات
وشَهِدَها مَن في الأرض والسّماوات
كمال العرفاوي
تونس في 23 / 05 / 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق