السبت، 31 مايو 2025

مغامرات شوكة وملعقة للشاعر محمد الحسيني

 مغامراتُ شوكةٍ ومِلعقةٍ***

.............................


كُنَّا نأكلُ...

وأنا أراكِ وجبةً لا تُشبَع،

طَبقًا من فَوضى مُحبَّبة،

ومائدةً تمشي على قَدمين.


تَمدِّينَ يَدَكِ للمِلحِ،

فَيَنقلِبُ طَبَقُ السَّلطة،

وأحمَدُ اللهَ أَنَّ قلبي لم يُصبِحْ أَرنَبةً،

رغمَ فَوضاكِ الَّتي تُضحِك.


تُخطِئينَ بينَ السُّكَّرِ والمِلح،

فَتَضحَكين...

ليَحلَّ العَسَل.


تَتَكلَّمينَ وفمُكِ مُمتلئٌ،

فأراكِ أَصدَقَ الصَّامتين،

وأسألكِ:

"مَن عَلَّمَكِ دَربَ ارتباكِكِ،

لِتكوني شَهيَّةً هذِه اللَّحظة؟"


تَهرُبُ حبَّةُ زيتونٍ من يديكِ،

فَتَركُضُ عَينايَ خَلفَها،

كمَن يُطارِدُ كُلَّ رَدَّةِ فِعلٍ... تَصدُرُ منكِ.


تَتلطَّخينَ بالكَريمة،

فَأراكِ لَوحةً

لا يَجرؤُ رَسّامٌ على تَوقيعِها.


قَد أَحببتُكِ...

رغمَ أَنَّكِ سَكبتِ الحَساءَ على شاربي،

وظَنَنتُ أَنَّ فُلفُلَه الحارَّ

نوعٌ مِنَ الوَرد.


وفي خِتامِ كُلِّ هذا،

رَفَعتُ مِلعَقَتي رايةَ استِسلام،

وطَلَبتُ مِنَ الشِّيفِ أَن يَكتُبَ وَصِيَّتي

على قِطعَةِ كُنافة.


( محمد الحسيني )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق