خمس مقامات في الشوق
2_ مقام الحزن المتمرد
"الفقد يبتلع كل شيء"
لماذا هُو؟
لماذا الآن؟
يسأل من تشتعلُ روحهُ كالبركان،
وشيءٌ يتدفّق في العُروق
يحرقُ كلَّ شيءٍ في طريقه...
يحرقُ الصبرَ والحكمةَ والسلامَ.
لماذا هُو؟
لماذا الآن؟... تركتني وحيدًا أواجه هذا العالم
كالذئب في صحراءِ الشتاء.
أغضبُ على الحربِ التي تأكلُ أطفالها...
على السياسةِ التي تتاجرُ...
على الظلمِ الذي يسكنُ قصور الأقوياء.
أغضبُ على نفسي، لأنني لم أقلْ "أحبك" في كل نفسٍ،
لم أحتضنه في كل لحظة،
لم أحتفظ به من عينِ الزمان الحاسدة.
أحطّم الأشياء فتصرخ،
أصرخ في وجهِ الصمتِ فيبتلعني،
أتمرد على الجمالِ الذي... يجرؤ أن يبقى جميلًا بعد رحيله.
كيف تشرق الشمسُ والشمس قد غربت؟
كيف تزهرُ الورودُ والوردةُ الأجمل قد ذبلت؟
الغضبُ وحشٌ يفترس الذكريات،
يحولها نثارَ جمرٍ يحرق اليدين.
حتى ابتسامتهُ البريئة هدفُ سهمِ القلب،
حتى... صوته الحنون وجهُ بلابلٍ للألم.
لا أريدُ أن أسمعَ عن الصبرِ الجميل،
لا أريدُ أن أسمعَ عن الحكمةِ الخفية،
لا أريد سوى... صوته يناديني عند عتبةِ الباب...
يداه تمسحان دموعي، بحضورٍ يملأ الفراغ الذي...
أسكنه كشبح.
هو الغضبُ يحترق ويحرقني،
بنيرانٍ لا تطفئها إلا عودتهُ المستحيلة.
✍️ محمد الحسيني
من مقام الحزن المتمرد يبدأ الغضب رحلة مساومة بين أصداء الروح...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق