الأحد، 15 يونيو 2025

مصابيح الظن للشاعر حميد العادلي

 مصابيح الظنّ 


أيُّها الرَّجُلُ المَريضُ؛

لِماذا لا تُطلِقُ

رَصاصَةَ رَحْمَتِكَ؟

هي رَصاصَةٌ أُخرى

لا يَعرِفُ قِياسَها

فُرسانُ الطَّواحِينِ،

ولا تُدرَكُ رَأسُها المُدَبَّبُ

الصُّدورُ المُشْرَعَةُ.

فَقَطْ أَنتَ

مَن يَعرِفُ!

لقد أَطْلَقْتَها دائِمًا

فَوقَ رَأسِ السَّماءِ،

فَانْتَحَرَ قَوْسُ قُزَحٍ،

ونَبَتَ لِلمَطَرِ

أَجْنِحَةٌ مِن رَمادٍ!

وفي الحَربِ

كُنتَ لا تَسْمَعُ الصَّرَخاتِ،

ولا تَرى خُروجَ الأَرواحِ،

كُنتَ تَبكي كَضَحِيَّةٍ

ويَدُكَ تُلامِسُ حَرارَةَ الزِّنادِ.

أيُّها الحالِمُ بالشِّفاءِ

مِن وَهْمِكَ المُزمِنِ،

لقد ضَلَّتْ عِظامُكَ الطَّريقَ،

وصارَتْ تُصَفِّقُ

في جِنازَةِ العَدَمِ!

لا تَسْتَغْرِبْ أَبَدًا،

أَنتَ ابْنٌ لِصَمْتٍ مُعَلَّقٍ

على جُدرانِ المُسْتَشْفَيَاتِ الفَلْسَفِيَّةِ،

تَحْقِنُ روحَكَ المَنْكُوبَةَ

بِخُرافاتٍ مُسَلِّيَةٍ،

وتترقب ضوءا

لا يَأتي…

مِن مَصابيحِ الظَّنِّ.

أيُّها الرَّجُلُ المَريضُ،

حَتّى مِرْآتُكَ

أُصيبَتْ بِالعَمى،

وصَرَخَتْ مِن أَعْماقِها:

لِمَنْ هذِهِ الوُجوهُ؟


حميد العادلي

العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق