السبت، 19 يوليو 2025

تجربة حياة للشاعر معز ماني

 تجربة حياة ...

لكل زمان في الحياة كتابه

مسطّر حكمته تدور رحابه

محفور على خدّ الليالي صمته

والدهر يلقي بالوجوه خطابه

ترى في تقاسيم الزمان ملاحما

كأنّك تعبر في المدى أبوابه

تعيش الحكايات العميقة كلّها

وتلمس في نبض الزمان عذابه

فذاك هو التاريخ ينطق وعيه

وتخضر من حبر التجارب غابه

فما القلب إلا سكن الروح التي

تفيض إذا ضاق الجسد شعابه

وما الوجه إلا مرآة لسرّه

إذا ضحكت فالروح ذاب شحابه

صراع رهيب بين عيش خافت

وبين حياة ضوؤها غلابه

ومن أمسك الجمر الأليم براحه

كمن شاهد النار فلا أحسابه ؟

ومن ذاق دمع الليل بين وسائد

يعرف لم الأحزان هاج عبابه

وكم من شقيّ صار فجرا بعدما

ضاقت به الآهات حتى غابه

فمن ذاق حبا صادقا قد أحياه

وصار الهوى للروح فيه شرابه

ومن عاش حب الروح عاد كطفله

تناديه أفراح المدى وألعابه

يعود بريئا لا يفكر بالغد

كأنّ السّما كانت له وسحابه

وكلّ نجاح خلفه محرّك

يقود خطاه الطهر فيه وهابه

وطيف الطموح إذا سرت أجنحته

أقام على صرح النجاح رحابه

لحظة عزيمة كم تساوي عمرنا

وتبقي لنا فخر الزمان نقابه

وجنّـة جنون في القرار مبارك

إذا خبت العادات وانهار بابه

وكم خطوة بدأت طريق نجاتنا

وكان لها فكر رصين صوابه

وكم من صراع لم يفدنا سيفه

ولكن أفادتنا العقول ركابه

فيا أيّها السائر درب الحقيقة

تجمّل فإنّ النور فاض شهابه

وكن للوعي نبضا لا تملّ جراحه

ففي الوعي شمس والحياة ثوابه

فمن أرخص الأيام في عيش سهوه

سقط الزمان وأوشكت أسبابه

ولكن من اختار الحياة بصدقه

تجلّى له في كلّ باب بابه ...

                                 بقلمي : معز ماني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق