الأحد، 20 يوليو 2025

اللوز الخامس للمهندس أبو أكبر فتحي الخريشا

 .                      * النُّورُ الخَامِسُ *

 ألآ تَبًّا لأُمَمٍ قَوِيَّةٍ تَتَصَارَعُ ٱبْتِغَاءَ دِمَاءِ المُسْتَضعَفِينَ، وتَجِيءُ مِنْ أَقَاصِي الأَرضِ تُلْقِي أَحمَالَ دَمَارِهَا علىٰ أُمَّةٍ ضَعِيفةٍ تُعِيثهَا أَنَّاتَ الأَلَمِ وتمتَحُ دِمَاءَ الَّذِينَ غُلِبُوا عَلَى أَمرِهِمْ لِبَهْرَجِ زَخَارِفِ قُصُورِهَا الفَارِهَةِ وتعصّبِهِا المقِيتِ، أُولَئِكَ مَلأ الأُمَمِ الفَالِتة مِنْ عِقَالِ العَدلِ فِي حُمَّىٰ تَنَافُرِهِمْ أَجَازُوا قَمعَ وتَشْرِيدَ المَلَايِينِ لِمَذَابِحِ الظُّلْمِ وشَائِكَةِ الحِرمَانِ، وأَجَازُوا كذا مُوَاطِنِيهِمْ جُذَاذَاتٍ لِمَعتَرَكِ النَّارِ تَذْرُوهُمْ مَرَارَةُ عَيْشٍ لِوَخِيمِ اِنتِسَابٍ وهَولُ مَوتٍ لِسُخمَةِ مَآتِمٍ لِتَحقِيقِ تَأْكِيد سَيْطَرَةٍ ووَطِيدِ أَسْلَابٍ مِنْ مَوهُومَةِ أَنَانِيَّةٍ وسَرَابِيَّةِ ثَوَاءٍ كَبُرُوكِ الدَّوَابِّ فِي الحَظَائِرِ عَلَى الأَعلَافِ، وتَذْرُوهُمْ فَوضَىٰ العَبَثِيَّةِ لَوَطِيسِ الٱشْتِبَاكِ لِإِغْرَاقِ أَكْثَر النَّاسِ فِي الخُسْرَانِ، فَلْيَسْقُطِ اللِّثَامُ عَنِ القَتَلَةِ وَاللُّصُوصِ ولْتُقَاوِمْ كُلُّ الأُمَمِ المُفسِدِينَ لَعَلَّهُمْ لِأُمَّةِ الإِنْسَانِيَّةِ الكُبْرَىٰ إِخوانٌ دُونَ أَنْ يُلْقَىٰ عَلَيْهِمْ سُخَامًا مِنْ مُتَآمِرِينَ، ألآ بِالصَّفَاوَةِ والطَّهَارَةِ الحرِيُّ النَّاسُ يَحيَونَ، كُلٌّ آمِنٌ عَلَى مُعْتَقَدِهِ وَدَمِهِ وحُرٌّ بِأَجْنِحَتِهِ عَلَى مَا يَختارُ دُونَ تَعَصُّبٍ وإِلْحَاقِ أَذًىٰ بِالآخَرِينَ فِي حَيَاتِهِ هَذِهِ الَّتِي يَحيَاهَا.

 أَلآ إِنَّ لَمِنَ العَارِ عَلَى الأَقوِيَاءِ حِينَ يَتَصَارَعُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا أَوطَانَ الضُّعَفَاءِ سَاحَاتٍ لِحُرُوبِهِمْ ويَسْتَبِيحُونَهُم لِلشَّقَاءِ والمَوتِ، وعَارٌ عَلَى أُمَّةٍ تَدَّعِي السَّلَامَ وهِيَ مُوغِلَةٌ فِي مُنتَخَبِ حُرُوبٍ سَائِخَةٍ فِيهَا لَمَّا فَوقَ أُذُنَيْهَا وتُلْقِي حِمَمَ لَعنَاتٍ عَلَىٰ مَنْ لَا يَركَعُ عَلَى أَبْوَابِ أَسْوَارِهَا عَبْدًا ذَلِيلًا، وكُلُّ اللَّعنَةِ عَلَى أُمَّةٍ تَدَّعِي حُكْمَ الشَّعبِ وَهِيَ تُمَارِسُ عَلَى الَّذِينَ دُونَهَا هَيْمَنَةَ القُوَّةِ بِشَتَّىٰ أَصنَافِ خَنَاجِرِ التَّسَلُّطِ وفِي تَبَجُّحٍ تَخْلُقُ أَعذَارًا أَوهَىٰ مِنْ خُيُوطِ بَيْتِ العَنكَبُوتِ فِي هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ لِٱسْتِبَاحَةِ الآخَرِينَ عَلَىٰ مَذبَحِ العَصبِيَّةِ والأطمَاعِ، وَلَكِنَّ الذُّلَّ وَالهَوَانَ لِأُولَئِكَ المُثَقَّفِينَ الَّذِينَ لَا يَقِفُونَ وَبِكُلِّ ثَبَاتٍ وإِخلَاصٍ أَمَامَ أيٍّ مِنْ سُلْطَةٍ جَائِرَةِ ويَمْنَعُونَهَا البَغْيَ والتَّجَبُّرَ وفِي الأرضِ الإِفسَادَ. 

 أَوَلَيْسَتِ الثَّرَوَاتُ الَّتِي تَجْلِبُهَا أَيُّ سُلْطَةٍ غَاشِمَةٍ مِنْ دِمَاءِ المَظْلُومِينَ وعَرَقِ المَنهُوبِينَ هِيَ أَموَالٌ مَحرُوبَةٌ مِنْ حُكمِ الضَّمِيرِ الحَاتِمِ، أَنْ هَاتُوا حُكْمَ أَيِّ شَرِيعَةٍ مِنْ صَرِيحِ ضِيَاءٍ ونُور ضَمِيرٍ مَا تُبِيحُهَا إذ هِيَ مَحضُ حَرَامٍ فِي حَرَامٍ، فَالأَطْعَمُ لَا أَحَدَ يُطْعِمُ نَفسَهُ وأَطْفَالَهُ وأَحِبَّتَهُ حَوَالَيْهِ مِنْ مَالٍ مَنْهُوبٍ سُحتٍ حَرَامٍ، ويَدَّعُونَ قِيَمَ أَخلَاقٍ نَبِيلَةٍ أَلآ سُحقًا لَهُمْ وبُعْدًا لِأَقْنِعَتِهِمُ الزَّائِفَةِ، عِصَابَاتٌ حَقِيرَةٌ تَرَعرَعَتْ فِي مُسْتَنقَعَاتِ الأَوبِئَةِ مُتَسَلِّقَةً سَلَالِمَ السُّلُطَاتِ لِسُدَّاتِهَا فَهُمْ مِنْ بَعدُ أَعوَانُ الشِّرِيرِ عَلَىٰ الإِفْسَادِ والفَسَادِ، أَنْ لَا فَرقَ بَيْنَ قَرِيبٍ مِنَ الأَقرِبَاءِ أَو بَعِيدٍ مِنَ الغُرَبَاءِ إِذِ الكُلُّ عِندَهُمْ سَوَاسِيَةٌ فَرَائِسُ علىٰ حَدٍّ سَوَاءٌ وعَلَيْهِمْ بِمَخَالِبِ الخِسَّةِ وأَنيَابِ الغَدرِ يَسْطُونَ.

 إِنَّمَا العَتبُ الأَحَقُّ عَلَى قُوَىٰ النُّورِ إِنْ ظَهَرَانِيًّا ٱنكفَأَتْ عَنِ الصُّمُودِ والتَّقدُّمِ فِي دُرُوبِ عِزَةِ المُقَاوَمَةِ المُتوَقِّدَةِ الذَّكَاءِ لِنُصرَةِ كُلّ حَقٍّ مُبِينٍ.

            من كتاب أنوار المقاومة والحرية لمؤلفه : 

                 المهندس أبو أكبر فتحي الخريشا 

                                 ( آدم )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق