الخميس، 24 يوليو 2025

أنشودة الجياع للشاعر معز ماني

 أنشودة الجياع ...

قال لها ماذا تريدين 

قالت أريد طعاما لا أريد مزيدا

قالت بصوت الجوع ينزف حزنه

ويكاد يطفئ في الدجى تنهيدا

جعت البارحة واليوم أيضا مثله

وغدا سأدرك أنني مفقودا

أمّي تغطّيني بظلّ أصابع

والمهد خال والرجاء بليدا

لا حلم لي في دمية أو وردة

أنا لم أذق طعما ولا مولودا

فتنهّد المسؤول قال بصوته

سنقيم مؤتمرا يكون فريدا

قالوا لها صبر الصغار عبادة

وسنرسل الأرزاق يوما قريبا

لكنّها جاعت ولم تفتح لها

إلا قلوب بالكلام حديدا

في جهة أخرى الموائد تنثني

مثل الزهور توزّع التنهيدا

طفل هناك على الكريستال اكتفى

وأمامه مئة الصحون مديدا

جاء الخدم حملوا اللّذاذة كلّها

وسقوا العيون سكرا وبرودا

لكنّ في الطرف البعيد طفولة

تبكي وتمضغ وهمها ترديدا

تخفي الجراح لكي تعيش دقيقة

ولعلّ في الرمق الضئيل وعيدا

قالت أريد الخبز لا أريد خطابة

أريد دفئا لا صقيعا شديدا

قالت أريد حليب أمي لا دمى

لا قصصا تروى ولا تمجيدا

قالت لماذا في المجاعات التي

نحيا يقال غد الطفولة عيدا ؟

قالت أريد الصمت منكم لحظة

أن تسمعوا في القلب صوتا قيدا

قالت أريد ضمير هذا الكوكب

إن عد يحسن أن يكون شهيدا

فإذا سكتّم عن دمي وعن الجوى

سيقوم طفل يشعل التهديدا

وسينحت الجوعى فؤاد جداركم

ويعيد للإنسان يوما جديدا

يا أيّها العالم المترف اتّق

فجياع هذه الأرض صاروا وقودا

وإذا سكبت خرافة في معدتي

ردّتك أمعائي حديثا فريدا ...

                              بقلمي : معز ماني .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق