الأربعاء، 16 يوليو 2025

الحب والميثاق للشاعر محمد هشام خليفي

 الحبّ والميثاق

-

من البحر الكامل

 مع التّطريز ومعنى التّطريز هو أن يجعل الشاعر الحروف التي في أوائل الأبيات تشكل اسمًا معينًا وبذلك يكون طرّز القصيدة كما يطرّز الخيّاط الثّوب. وقد طرّزت اسمي (محمد هشام خليفي) في آخر أبيات القصيدة.

-

أمزجْ حديث الرّوح بالأشواقِ - تدركْ صنيع العشق بالعشّاقِ

حتّى ترى سرّ الهوى وفعاله - بالقلب والأرواح والأحداق

وترى فعال الحبّ في أصحابه - مِثْل المدام إذا سقاها السّاقي

وترى الصّبابة في النّفوس وَوَقْعُهَا - يدعو الى التّفكير والإشفاق

وترى عُطور الحبّ في تيجانها - أبْهى من الكافور والتّرْياق

وترى الحبيب وروحه في شمسها - تُرْديك في بَحْرٍ من الأشواق

وترى النّعيم مع السّعادة والوفا - عند الوسادة تُوِّجوا بعناق

أحْلى عناقٍ للحبيب بِليله - ذاك العناق يُذيبه بِوِفاق

حُلْوٌ شمائله بِتَعْسِيلِ الهوى - يَحْلو كَعِقْدِ الدّرّ في الأعناق

بِالحُبِّ نُبْحر في الحياة وسرّها - حتّى نرى الأسرار بالأحداق

كالنّور يُطرد للدّجى ويذيبه - وإذا رأى نور الحبيب بِراقي

ينديه من خجَلٍ ويعلم أنّه - مِنْ بَرْقِ نور الحبّ ليس بِباق

اكرمْ بليل الحبّ عند وصاله - لكنّه في الهَجْرِ لِلْمُشتاق

نارٌ ووقْع جحيمها في قلبه - حالُ الحبيب إذا ابتلى بِفِراق

سيّان عند البين ضوء نهاره - وظلام ليلٍ يأتِيَا بِحراق

راعتْ قلوب العاشقين لوقْعه - هَجْرٌ أشدّ مِنَ اللّظى بِمذاق

يا ربّ خفّف عن عبادك وقْعه - إذْ وقْعه حَرْقٌ على إحْراق

نحن الألى إنْ يدخلوا بَحر الهوى - تركوا الحرام بلذّة الأخلاق

قالوا بِصِدْقٍ ثُمّ وَافَقَ قَولُهمْ - أعمالهمْ وتعفّفوا في الباقي

نحيا بِبَحر الحبّ ثُمّ نخوضه - في مَرْكَبِ الإيمان بالأرزاق

داعٍ لنا يدعو ويرحم حالنا - حتّى ترانا فـي الهدى بِسِباق

يرقى بنا حتّى نرى أرواحنا - لَكَأنّمَا محمولة بِبُراق

لسنا نساوم في ثوابت حبّنا - حتّى أمامَ الضَّرْبِ للأعناق

ونقول إنّ الحبّ لا يَصْفُو لنا - إنْ خالطته جرائمُ الفسّاق

أهلاً بِحال الصِّدق عند قلوبنا - يشْدو لضوء البدر والإشراق

نورٌ لنا عند الرّشاد يقودنا - ولنا من الإيمان نورٌ باق

اعْلى من الجوزاء في عليائها - والطّارق العُلْويّ في الآفاق

مـاذا نقول إذا أضرّ بنا الهوى - ورأيتنا في فتنة الأشواق

حــتّى يزيل الله داء سمومها - ويزيل عنّا الوَجْدَ باسْتِشْراق

مـا نرتضي إلاّ دعاء مُنْصِفٌ - وَبِهِ نَجُوبُ الجَوَّ سَبْعَ طباق

دعَوَاتُ إخوان لنا مِصْداقة - تَرْقى لدى الأسحار للخلاّق

هــدْيٌ يقود الى الحياة وروحه - يَدْعو بنا أن نقتدي بِلِحاق

شــهْدُ المحبّة قد شرِبْنا نَبْعه - حتّى ارْتَوَيْنَا من كؤوس السّاقي

انْعمْ بِقُرْبٍ لِلْحَبيبِ إذا صفا - وإذا جَفَا فالحُبُّ في الخَفّاق

مـا نُنْقص المحبوب قَدْرَ مكانه - كلاّ ولا نَقْضٌ الى الميثاق

خــوفٌ على الحبّ الجميل يظنّنا - مِنْ أهْلِ غَدْرٍ في الهوى وَنِفاق

لــكنْ نُحبُّ لِحُبِّنَا وحبيبنا - ومكانه في الرُّوحِ والأحداق

يــا رُوْحَ قلبي هل سَمعتِ بِشِعْرِنَا - وَقَرَأتِ منه النَّظْمَ في إشْفاق

فــي عِلْمِ قلبِ الرُّوحِ طَالَ شَغَافنا - بِرِوَاية الحُذّاقِ عَنْ عُشّاق

يــا مَنْ مَلَكْتَ مِن الحياةِ حياتَها - ثَبّتْ عهود الحبّ بالميثاق

-

من ديواني الأوّل : " شعاع الرّوح " .

شعر / محمّد هشام خليفي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق