الأربعاء، 9 يوليو 2025

من يشتري رفيع العدم للأديب أحمد أمين عثمان

 من يشتري رفيع العدم


من يشتري أوهامهم من يقتني بيع الكذب

من يستبدل مجدهم بالحقد أو ثوب العطب


من يشتري أعناقهم في سوق نخاسة غب

من يشتري أعرابهم والعروبة والعرب النجب


من يشتهي أشرافهم بثياب ذل أو حطب

من يشتري ألسنهم وله متى شاء الشنب


والرأس في سوق الردى مذبوح فوق الشوك شب

من ذا يساوم حقنا وبأي دين أو سبب


أرأيت طفلا في حلب يشكو الجراح بلا طبب

والقدس تصرخ وامتى والعرب في نوم عجب


والعرض ينتهك العدى وجموعنا خرس الخطب

من باع ديني في المزاد ومن ابتغى شرف النسب


هذا زمان الخائنين وبيع أحرار النجب

هذا زمان الراقصين على دماء من احتسب


حملوا البنادق للعدى ونسوا دم الطفل صب

ورماحهم صارت خشب وسيوفهم حبل رطب


حطم قيودك واغضب فالغضب إن حان وجب

لا ترتجي غير السيوف ولا تثق في من نسب


فالعيش في ظل العدى موت بغير فم يشب

من يشتري عار العروبة والمآسي والنقب


سحقا لهم تبًّا لهم بل ألف سحق ينسكب

من رأسهم حتى الذنب من بائع حتى الشهب


هذا هو التاريخ سطره دم الأحرار قد كتب

والخانعون هم الخطيئة والسكوت هو العطب


حدث الطفل اليتيم وجرحه في القلب شب

عن أم ثكلى ما رأت غير المآتم والندب


عن شيخ موغل عمره في حزن أمسى لا يُحَب

عن صرخة في كربلاء وعن دماء قد صبب


عن طعنة في الظهر جاءت من قريب مستلب

عن مسجدٍ في الشام يُدنس والخليج بلا غضب


حدث عن التاريخ مذبوحا بأيدي من ختب

عن مجد أمتنا تباع على السواحل والحلب


عن عار من باعوا الدماء وأدمنوا خمر الكذب

عن من يفاخر خائنا ويبايع الوغد الكذب


ما عاد يجدي صمتنا فالصمت ألغى من وجب

والصمت أشقى أمةٍ ضجت وضيعت الرتب


قومٌ إذا نادى الفداء تخاذلوا عند الطلب

باعوا اليمين بيسره وابتاعوا الكأس العطب


فاقرع طبولك واغضبِ فالغضب للأحرار حب

واحمل سيوفك صادقًا واهدر كما يهوى اللهب


فالمجد لا يُهدى لموتى أو نعاج في الزرب

المجد يُؤخذ بالقنا وبسيف حرّ لا يَهِب


من يشتري أعرابهم لا الفقر يشفع أو نسب

باعوا العروبة بالدراهم واستراحوا من تعب


قلم الأديب احمد أمين عثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق