صوتك ...
صوتك غيث سماوات ترتّله
حور الجنان بأسرار من الذهب
يأتي كـفجر على الأرواح مبتسما
ويغسل الحزن عن قلبي وعن تعبي
صوت إذا ما سرى طارت مجرّتنا
وحلّقت في دمي ألحانها العذب
كأنّه النور في محراب ذاكرتي
يلقي السلام على وجهي على كتبي
كأنّه من ضمير الغيب مرسلة
رسالة الله في أنغامه العجب
أنصت تراه يجيء الآن من قمم
من حيث لا لغة تجدي ولا سبب
كأنّه الطير لمّا لامس الشجرا
فانفجرت كل أوراق الهوى طرب
يغنّي فتوّرق في أضلاعنا قبل
ويبتسم القلب من شوق ومن عتب
يا من بصوتك سافرت وما رحلت
قدماي لكن حلّقت بلا تعب
يا زهرة الصوت يا أسرار أغنيتي
يا من شدّدت إلى الأعماق في لهب
هل يعقل الكون أنثى صوتها وطن
تسير بي وأنا ما زلت في خشبي ؟
لو أنّ صوتك مجداف أقلّبه
لبلغت حلمي بلا شطّ ولا سحب
صوتك ورد ولكن من سماوته
تفوح أرواحنا من دونه عطب
صوتك باب وفيه القلب يدخله
فيخرج الطفل من خوف ومن رهب
صوتك ناي الذي إن شاء يسكنني
وإن تلوّى أنا المنفيّ في الطّرب
أهيم فيه كأنّي الغيم منطلق
يذوب فيك كضوء الفجر في الشّهب
يا أيّها اللحن هل لي أن أظلّ هنا
في صوتها أو أكن من بعضه الشهب ؟
حتى السكوت إذا صادفته نطقت
من صمتك الأنجم البيض العلى طرب
هلّا شدوت فإني بتّ في عطش
للنور للأنس للأسرار للعجب
شدّي عليّ ندى من صوتك العذب لا
تبخلي فأنت ضياء النور والرتب ...
بقلمي : معز ماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق