الثلاثاء، 15 يوليو 2025

ملحمة رهين التكبات للدكتور أسامه مصاروه

 الرباغيات الأخيرة من ملحمتي رهين النكبات. نظرا لاستحالة نشرها هنا أتوجه لأية دار نشر ان تتبناها وتساهم في إصدارها وشكرا)


9

عالَمُنا هذا جحيمًا غدا

وَلمْ يزلْ يسيرُ دونَ هُدى

وَلَيْتَنا نُدْرِكُ أنّا مَعًا

دونَ هُدًى على طريقِ الرَّدى

430

يا عاشقَ الْعيْشِ وَيَمنَعُهُ

يا كارِهَ السِّلْمِ وَيرْدَعُهُ

لا أمْنَ أوْ أمانَ للقاتِلِ

هذا الّذي الأَحْقادُ مَنْبَعُهُ

431

هذا الَّذي في لَهَبٍ يصْطلي

وَظُلْمةٍ ترْفُضُ أنْ تنْجلي

حيْثُ الْحقودُ معْ بِطانَتِهِ

في الدّرَكِ الأدنى وفي الأَسْفَلِ

432

وحينَها ثانِيَةً تُشْرِقُ

شمْسُ الْرِضا والسِّلْمُ ينْبَثِقُ

مُطَهِّرًا جميعَ أوْرامِنا 

وباعِثًا فينا رؤَى تَعْبِقُ

433

كذلِكُمْ عالَمُنا يرْتَدي

كُلَّ جميلٍ مُشْرِقٍ نَدي

أمّا شُعوبُ الأرضِ قاطِبَةً

فَلِسَّلامِ والهوى تَهْتدي

434

وَفَجْأةً بِرأْسِها تُطِلُّ

زُهَيْرَةٌ خائِفَةٌ تَجْفِلُ

لكنَّها لا ترْعَوي أبَدًا

بلِ اسْتَمَرَّتْ في أسًى تُرْسِلُ

435

يدًا نحيلَةً وَمُغْبَرَّةَ

حتى تَشُقَّ فوْقَها ثَغْرَةَ

تخْرُجُ مِنْ خلالِها للدُّنى

وَلَلْحياةِ هكَذا جهْرَةَ

436

يدًا تَمُدُّها لِتَنْعَتِقا

وَمِنْ سكونِ الْموتِ تنْطَلِقا

لعالَمٍ بالنّورِ والأَمَلِ

لا بُدَّ أنْ يرقى وأنْ يُشْرِقا

437

وفَجْأَةً أُخرى وَفي غَدِها

حطَّتْ يمامةٌ على يَدِها

ثُمَّ بِكُلِّ رِقَّةٍ مَسَحتْ

أتْرِبَةً كانتْ على خدِّها

438

ودونَما وَقْتٍ علا قَدُّها

واتَّسَقَتْ إذِ انْتشى عَهْدُها

وبانَ للعالَمِ إشعاعُها

حتى يَعودَ ساطِعًا مَجْدُها

439

رُغْمَ الرُّكامِ بلْ وَرُغمَ الرَّدى

قامتْ كعنْقاءَ تَجوبُ الْمَدى

قدْ نَزَفتْ مسْكًا على أرضِها

فازْدَهَرَ الْكوْنُ وضَجَّ الصّدى

440

وَها هِيَ الْحسناءُ في زيِّها

ترْفُلُ كالْمَلاكِ في حيِّها

في بيْتِها الطاهِرِ والْوَطني

ألا هُوَ الأَساسُ في وَعْيِها

441

مهما تَكرَّرتْ مصائِبُها

حتى وَلمْ تَزلْ عواقِبُها

الرّيحُ لا تخْشى دروعَ الْعِدى

ولا تهابُها مواكِبُها

442

فالريحُ لا حَدَّ يُقَيِّدُها

أيْضًا ولا سَدَّ يُحَدِّدُها

إنَّ الْفضاءَ الرَّحْبَ مَنْزِلُها

لا شيْءَ مِنْ حقٍ يُجَرِّدُها

443

هِيَ الْبَقاءُ لا سبيلَ لَها

إلّاهُ فانْهَضي أيا خيْلَها

حتى تُثيري النَّقْعَ لِلْأَنْجُمِ

ما دامَ شرٌّ لِلْعِدًى حوْلَها

444

أيا ابْنَةَ الرّيحِ تَخطّي الأَسى

مهما يَطُلْ ففي غَدٍ يُنْتَسى

كلُّ احْتِلالٍ لِزوالٍ تُرى

وَلَنْ يدومَ الْوَغْدُ مهما قسا

445

فَزَغْرِدي آخِرَ زَغْرودةِ

مِنْ بَعْدِها أوَّلَ أُنشودَةِ

أُنِشودةٍ للسِّلْمِ لا تنْتهي

لَعَلَّني أُنْه بِها عُقْدَتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق