الخميس، 10 يوليو 2025

جائحة الكتب للشاعر سيد حميد عطاالله الجزائري

 جائحة الكتب


مازالت الكتبُ تموتُ في مكتبة الحاج محمود

 وهو ينظرُ إلى أوراقها الصفراء تذبل، وجلدُها يشيخ 

يحاربُ الفئران بالمصائد، بماسحة قديمةٍ وفردةِ النعال

الكتبُ تئن في الرفوف

 تخنقها السقوف

 لم يشتر الأستاذ الدكتور 

سوى منحّفٍ لزوجه 

وحُمرةٍ سوداءَ للشفاه

 قائمةٌ تطول 

تحرقُ نصف جيبه

 وربما ان عاندت سيستدين

لم يشترِ منذ زمانٍ

 كُتيبا صغيرة

يعتمد الآن على هاتفه

 فيقرأ الكتب

 ويفقدُ البصر

  مكتبة الحاج محمود

 يتيمةٌ 

حاصرها التراب

 قاطعها الشباب

ماباعَ حتى قصةً صغيرةً لطفلة تهدى لها

من يشتري برغم كثرة المثقفين الناس تشتري الدجاج 

وتسألُ الطبيبَ عن منحفٍ

 وقصُّ معدةٍ بسيط

لايشترون غيرَ ذلك السوار

لا يشترون غيرَ تلكُمُ المسبحة

 بألف ألف دينار

بيوتهم تخلو من الكتاب

 كأنها مفازةٌ والكلُّ في يباب

تُهان في قارعة الطريق

 كتبٌ أسيرةٌ لا تشترى 

كأنهنّ جارياتٌ من الزنوج

تداسُ بالأقدام 

أقدام عابري السبيل

تهانُ في قارعة الطريق 

في البيوت

 في المدارس

 تهانُ في العقول

نموت لو تموت

 نموت لو تموت


سيد حميد عطاالله الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق