الأربعاء، 16 يوليو 2025

جودي جودي ياقلب للشاعرة نادية التومي

 جودي، جودي يا قلب

فقد أهويت دمعًا في جنون

وصوتك في الليالي ما سكن

وهمسك في فؤادي لا يخون


لمّا الحنين بجوفنا قد بان

والروح تشتاق الحبيب ولا أمان

كم من ليالٍ بالسهادِ تمادَت

وأدمَتِ القلبَ الجريحَ بلا حنان


كم مرَّت الأوقاتُ في عناد

من قلبٍ لا يرى للعذرِ شان

أنشدتُهُ وصلاً، فكان جوابه

صمتًا ثقيلًا، لا رجاءَ، ولا أمان


جودي، جودي يا قلبي

فكم سيطولُ الصبرُ والحرمان؟

لِمَن تحمّلَني طويلاً صامتًا

وغفرتُ زلاتي له في كلّ آن


دلّلتها حتى عزفتُ لها الهوى

وترًا حسّاسًا بلحنٍ من فتان

أنا عاشقٌ ولهانُها من مهجتي

ورفيقُ كأسٍ ودمعٍ وأحزان


كم من خطايا مرّت وغفرتِ

لكن قلبي في هواها خان

غدوتُ خليلًا للمجونِ بعقلي

أعشقُ لُعبًا لا تعرفُ الميزان


كتبتُ في ليلي حروفي هائمة

نشيدَ حبٍّ من جنونِ الوجدان

قلبي تاهَ في الجمالِ، فلم يَعد،

يعرفُ صدقًا من خيالِ الفِتن.


قلمي تمادى في الورقْ، فخطّها

كلماتِ عشقٍ ضاع فيها البيان

سلّمتُ قلبي للقدرْ في حيرتي

أرجو السماحَ لزلّتي وهوان


جودي، جودي يا قلبي،

فهي عاصيةُ الدمعِ، لا تلين،

قلبُها صلبٌ، من الجرحِ اكتوى

وسكن الغدرَ، وفقدَ الحنين


نقشَت دقاتُ القلبِ على جدار

حكايةَ شرخٍ، وانكسارٍ دفين،

فمن الذي يجمعُ حطامَ فؤاده؟

وقد أتاهُ الغدرُ من خلٍّ لعين؟


بقلم نادية التومي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق