يا أيّها العربُ
يا أيّها العربُ الكِرامُ، أما كفى
صمتٌ، وخَذلانٌ، وخَوفٌ مُرجَفا؟
أينَ القلوبُ؟ وأين صوتُ بنادقٍ
كانت تزلزلُ أرضنا إنْ أزْحَفا؟
ما بالكم نِمْتُم؟ كأنّ عيونَكم
سَكْرى، وعهدُ النصرِ صارَ مُسلَّفا
بِعتُم قضيّتَكمْ، وجئتم راكعينَ
للكرسي كأنّهُ الوَحيُ المُشفَى
واشتَرتُمُ كُرسيَّ زَيفٍ باهرٍ
وبعتمُ الأرضَ التي ما أشرَفا
الشعبُ يَدفنُ حلمَهُ في تربِهِ
والقبرُ مَفتوحٌ، ولكنْ مُقفَلا
نَحْملُ النعوشَ، كأنّنا لا نَبتَهِي
بالموتِ، والماضي علينا أسرفا
تبكونَ ذكرى أرضكم من بعدما
بِعتُم كرامتَها، فصوتُكمُ خَفا
يا أيّها العربُ الذينَ تخلَّفوا
عن نخوةٍ كانتْ على العهدِ الصفا
أينَ العُروبةُ؟ أين نخوةُ فارسٍ؟
أين المروءَةُ؟ ضاعَ منها الألفا
في مزبلةِ التاريخِ باتت ذكرُكم
وأحادِثُ الأحرارِ عنكم تُنسَفا
كيفَ أعلمُ ابنيَ حبَّ ترابِنا
وأنا ترابي في يديّ تذرّفا؟
ضاعَ العراقُ، وما تبقّى شامُنا
قد صار في كفِّ الضياعِ مُقطَّفا
واليمنُ السعيدُ أضحى باكياً
والسودُ نامَ على الجراحِ تلهّفا
ما بالكم؟ أأنَسَتْكم شهوتٌ
أنّ الكراسي فوقَ أرضٍ أشرَفا؟
أم أنَّ بطونَ الظالمينَ تعلّقت
بالطغْي حتى باتَ موتًا أرفَقا؟
يا شعبَ أمّتنا، انهَضْ! فموطنُنا
يبكي، ولا يُبنى المجدُ مُترفَّقا
إنّ النّيامَ، وإن تطاولَ صمتُهم
ما شيّدوا يومًا حضاراتٍ وفا
بقلم نادية التومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق