الاثنين، 10 نوفمبر 2025

في سجن العقل للشاعرة هلال ملاك الرحمان

 

🕯️ في سِجنِ العقلِ


في ظلامِ الليلِ الحالكِ،

هناك، حيثُ تأنسُ الرّوحُ برفقةِ العقلِ، لتبحرَ مع ذكرياتها إلى مكانٍ لا يمكنُها الخروجُ منه.

نعم، إنَّهُ سِجني العقليُّ الأبديُّ.

كُبِّلتُ ولم أستطعِ الخروجَ.

أرى غرفةً صغيرةً، ظلامُها دامسٌ، وأنا ضمنَ أروقتِها لا أستطيعُ الخروجَ.

في كلِّ زاويةٍ يقابلُني جدارٌ.

هُنا اكتشفتُ أنَّهُ لا مفرَّ، ويجبُ عليَّ مراعاةَ عقلي الباطنِ واسترجاعَ تلك الذكرياتِ ومرافقتَها بلينٍ،

لكي تشفى النفسُ بسلامٍ، وتجعلَ من تلك الوحدةِ والعزلةِ شفاءً لكلِّ داءٍ.


فبعدَ عدَّةِ مواجهاتٍ، أنرتُ تلك الغرفةَ بأفكاري، وبمواجهتي، وبآمالي.

نعم، أنا التي أنرتُ بصيرةَ عقلي، وجعلتُ من السِّجنِ قصرًا يملؤه بريقُ الحرفِ وصوتُ الكلمةِ.

أنا التي أَخُطُّ آلامي بحبرٍ من ورقٍ.


فإنْ شَهِرَ اسمي بين الأيدي التي رفعت رايةَ العُلُوِّ،

رغمَ التعرّضِ للسقوطِ عدّةَ مرّاتٍ،

لكنّها لم تَستسلمْ، وأكملتِ المسيرَ.


وانبثقَ البريقُ من عَتَمةِ الصمتِ،

ونضجتِ الذاتُ من جديدٍ على ضفافِ الحرفِ،

حيثُ لم يَعُدِ العقلُ سجنًا،

بل نافذةً تُطلُّ على الحُرِّيَّةِ.


✍️ بقلم: هلال ملاك الرحمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق