الأحد، 9 أبريل 2017

Hiamemaloha

وحدها تنزوي غي غرفتها المظلمة

بقلم * فاديا حسون * 
وحدها تنزوي في غرفتها المظلمة .. تجالس أشياءها الصماء ...
تستعين بنور خافت آت من تلك القناديل المعلقة على  شجيرات الحي الكئيب ... 
تحاول منع أذنيها من سماع مواء القطط الجائعة في الخارج  ..ونباح الكلاب المسعورة التي تتربص بأي متحرك أمامها .. دقات عقرب الثواني في ساعة الجدار كانت كإزميل يدق على نهايات أعصابها فيضاعف من حدة  توترها ....
وحده الشتاء يفرض سيطرته على الأشياء ..مطر يضرب سطح غرفتها كمسافر أنهكه السير الطويل وينشد الراحة  ... وريح تصفر في الأرجاء كعويل نسوة أتين من عصر الجاهلية .... ومدفأة متوهجة تكاد تنصهر تحت  وطأة الإشتعال ...
رغم الدفء المعشش في فضاء غرفتها ..إلا أنها تشعر برغبة جامحة لتدثير روحها المتجمدة ... تستدعي بسرها مدافئ الكون ... لتنشر الدفء في أوصالها المرتعدة ... تحاول أن تسقط ما يعتمل في داخلها على شكل خواطر وكلمات نثرية .. ثم لا تلبث أن تتحول إلى مسودات خطت بحمق فوق قصاصات تغص بها سلة المهملات .. أرض غرفتها أصبحت مكب قمامة ... تنظر إليها بعينين تحملان إقرارا  بحقيقة إهمالها وفشلها الذريع ... تبحث عن طريقة لتنضيد ذاتها العشوائية المبعثرة ...تنظر إلى آخر ورقة في كراستها ...أحست أنها ملاذها الأخير ... تغريها أناقة السطور بأن تنهي مهزلتها وتكتب ... أمسكت بالقلم بارتباك شديد ... كانت تخشى أن تخسر الورقة فتقعد دون ونيس ... باشرت بخط أول الكلمات ... 
وكتبت ... واسترسلت ... وابتسم محياها من جديد ... صمت أذنيها عن أصوات الشؤم الخارجية .. أحست بالدفء ... والراحة ... أسدلت ستارة نافذتها ... أحست أنها لم تعد بحاجة لضوء القناديل البائسة .. فضوء روحها ملأ المكان .... ونور الإله غمر قلبها بمزيد من الألق والسطوع ... أنهت روايتها القصيرة بعد أن أودعت فيها أجمل الأحلام ... طوت ورقتها بحنان ... دستها تحت وسادتها الصديقة ... وتمتمت في سرها ...
ما أعظمك ياالله ..
ثم غطت في نوم عمييييق ..

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :