نداري هوانا
بقلم الأستاذ محمد خير الدين الأديب
نداري هوانا والهوى عَلناً يثور علينا
ونمشي في ركب نُشَيّد من الحظ عزانا
ونبكي دما لفقدنا ونحيّي فاقدينا
وبعضنا في الحياة يمَوّتنا
والبعض وإن لم يمت لا يحيينا
فإن الهيام انعطف وبدروب الخلد لا يغرينا
ٱستبقنا وتعانقنا وتأففنا وكل هذا لا يجدينا
وبدا من الأحضان سواد يولد فيه تعفننا
نقطر ألما ودما والحضن لا يداوينا
والروح سابحة ومراكب الشرود قلوبها تأوينا
قطعنا لساننا إن أومأ أو تكلم عنا
وإن توهم أو همهم وعلى المحيا بدا ما فينا
أحرقنا لون الرموش وهي برفرفة الشذى تداعبنا
والعيون برمد رميناها وهي تغازلنا
شفاه ابيضت واسودت فتشققت لوعة في إنتظارنا
وأيدي شاخت انتظارا ماتت ولم تصافحنا
عقول حبلى وأفكار أمواجها تحيرنا
أنبيت ليلا نداوي الفجر بفجورنا ؟
أ نقضي نهارا في تراتيل تُرْشِينا
آه من غرام وحرام تداعى فينا
وآه من الُهيام وعشقه مدَفّينا
فسلام عليكم وعلينا وعلى من بسواد اللوم يُبْلينا
فنحن ضدا عن ريح بسفن صدئة أبحرنا
قاومناها و في الحضيض لها سَلّمنا
ومات ما بدا وقل فيها تناجينا
تجتثنا من الجذور وفي صحراء تغرسنا
خارج الحدود عطشى والهيام مصيبنا
نفتقد الأنين ونتقلد الحنين ومنه مُرْتَشَفنا
فلا عذر لك ولي ولهم مادام الهوى مكبلنا
نداري نحتار ونعاني ونسعد بما تكبدنا
هي الروح للروح والسماء برماد تلوننا
والهجر الجميل سيكون ألما وهو مداوينا
قف على قبري امعن واقرأ ماضينا
هذا الذي كان يغازلك بعدا وفي قلبه لك توطينا
فاغرس على قبري عنقود صدق نداه يروينا
شهيد حب أنا ووقفتك من بين الدجى نبعا يسقينا
لا تدرف الدمع فرموشك فراشتنا
ودمعك إن تردى فقد يحرق مآقينا
واشدو بلحن سجي يذوب وترا يحيينا
ودع الأيام تشد الرحال للغد فالهم مفنينا
وعش طيبا ناسيا واتركني نِسياً فسلامي لك تدوينا
ووقفتك على قبري إعتراف بالهوى ينعشني تزينا
ويطيب بوقفتك بين الحين والحين ها هنا مرقدنا
محمد خير الدين الأديب
فاس 2017