( معزوفة الحَياة )
بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي
قالَت : كَم أهوى الحَياة ... وكُلٌُ ما فيها مُترَفُ
تَقَلٌُبُُ في فُصولِها لا يوقَفُ
تَجَدٌُدُُ في ثَراها لا يُستَنزَفُ
أجَبتَها : لكِنٌَها كَوكَبُُ سَيٌَار ... قَد يوقَفُ
قالَت : ألَحنُُ جَميلُُ يا تُراها يُعزَفُ ؟
أجبتها : بَل هيَ ألحانُُ يَروقنا بَعضها ...
وبَعضَها لَهُ القُلوبُ تَرجُف
لَحناً سَعيداً تارَةُ ... وتارَةً يوجِفُ
كَأنٌَهُ الظَلامُ ... حينَما الظَلامُ يَزحَفُ
قالَت : ما لي أراكَ خائِفاً تَرجفُ ؟
والدَمعُ من كِلا العَينَينِ يَنزِفُ
أجَبتها : هيَ الحَياةُ لا ضَميرُُ لَها يُعرَفُ
قالَت : هَل تُجَدٌِفُ عَكسَها ؟ ... أم هِيَ التي تُجَدٌِفُ ؟
أجَبتها : قَد ناصَبَتني العَداء ... دونَ ذَنبٍ يوصَفُ
قالَت : لَعلٌَكَ عايَشتها مُتَأفٌِفاً ... تَتَعَجرَفُ ؟
أجَبتَها : بَل مُتَواضِعا أزحَفُ
قالَت : قِف على قَدَمَيك قَويٌَاً أيٌُها المُثَقٌَفُ
فالحَياةُ جَسارَةً ...بالحَقٌِ أنتَ الأعنَفُ
أجَبتها : لكِنٌَها ... غَدٌَارَةً لا تَرأفُ
قالَت. : لِتَمتَطيها بِقُوٌَةٍ ... ما عاشَ فيها الأضعَفُ
ساءَلتها : وَهَل تَلينُ لي ؟ أم لشَرٌِها تَستَأنِفُ ؟
قالَت : أبقِ في فَمِها اللٌِجامَ وَشُدٌَهُ
وإن هِيَ أردَفَت ... أنتَ تُردِفُ
قُلتُ في نَفسي : لَعَلٌَها لِلحَياةِ مِنٌِي هِيَ أعرَفُ
يا لَيتَني عَرِفتها باكِراً ... ما كُنتُ في الحَياةِ أجرَفُ
وَدٌَعَتني ... وغادَرَت ... تَدورُ حيناً ... وَتَدلِفُ
قُلتُ في نَفسي : مَن تِلكَ التي حاوَرَتني ..أكادُ أهتفُ
كَيفَ لا أعرِفُ ؟
صَرَختُ ... مَن أنتِ ؟ ألا يَشوقكِ التَوَقٌُفُ ؟
قالَت : أنا دُنياك ....
قُلتُ في سِرٌِي : وَيحَها ... مَتى تَعطِفُ ؟؟؟ ... !!!
بقلمي
المحامي عبد الكَريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية