فلتغسلوا بالدم أيديكم
بقلم الشاعر عبدالله بغدادي
الشمسُ تغرقُ في بحور الصمت . .
تسكن ُ غورَها خجلى . .
يُدغدغها عناءُ اليوم ، والأحزان . .
تشقيها الظنون
. . . . . . . .
والليلُ يأتي لاهثَ الأنفاس . .
يجثمُ. فوقَ صدري . .
مرهقأً . .
متضعضعَ الأوصالِ لاينزاح . .
تنيناً كريهَ الوجه . .
ينفثُ مكره . .
يختالُ . .
يسحقني
يهشًم جثتي رغمَ الحصون
. . . . . . . . . . .
الشمسُ أضحت منذُ كان الأمس ذكرى باهتة
مسلوبةَ الأنغامِ والأحلام . .
لاتقوى على فكً الإسار
. .. . . . . . .
موثوقة بالحزنِ تلعنُ كُلًَ أعداءِ النهار
. . . . . . .
والأرضُ شاخت في ظلامِ القهرِ . .
في زمنِ التحضًرِ والبلادةِ . .
راعها زحفُ الهياكلِ تحتَ قرصِ الشمسِ . .
تستجدي بقاءَ النورِ . .
تضرعُ . .
رغم كسر القيد . .
ساعيةً بزهوٍ زائف القسماتِ . .
تستجدي المحال . .
أمَضًها طولُ إنتظار
. . . . . . . . . . .
هذي الظلالُ الآدميةُ لم تزل تسعى مقنًعةً . .
تخافُ العريَ . .
تخشى سطوةَ. البهتان
تبني عالمَ الأحلام
يُثقلها عناءُ الصدق
راضيةً بهذا الزيف . .
خشيةَ أن يعدًوا جاحدين
. . . . . . . . . .
في الليلِ تُغسلُ كلً آهاتِ النهار على فراش الصمت. .
تُدفنُ أمنياتُ اليوم . .
تنبتُ أغنياتُ الدم . .
والأحزانُ ثائرةٌ . .
وينمو في. الصدورِ الحقد
تُرهقهم بقايا الحُلمُ . .
ينهزمون . .
تُلهبهم سياطُ الجورْ . .
فانقلبوا دمىً حجريًةً . .
لكنًها _ وبرغم هذا القيد _
صاروا ثائرين
. . . . . . . . . .
الشمسُ لم تيأس ولم تتعب ، فمازالت تشعًُ الدفء . .
والأقمارُ سابحة برغم القهر . .
لكنًَ الضياءَ يموت . .
تقهرهُ الخفافيشُ الظلامية
. . . . . . . . .
أفيأتِي يومٌ تنبتُ الأحلامُ فيهِ وينقضِي هذا الظلامُ . .
وتسبحُ الأقمارُ زاهرةً . .
وضوءُ الشمسِ يشرقُ . .
في المتاهاتِ الضبابية ؟!
ويبعثُ في أديمِ الأرضِ . .
دستوراً ، وحرية ؟!
. . . . . . . . . . .
الصبرُ أُفيونُ الرجالِ المتعَبين . .
الكادحينَ الخائنين لجهدهم . .
والصامتين . .
والسائرين على طريقِ الخزي . .
يرضونَ المهانة
فإذا رغبتم أن تعيشوا . .
طلًقوا كلًَ المباديء
واغسلوا بالدمًِ أيديكم
وكونوا جاحدينَ
وكاذبين . .
فإنً في الصدقِ الإدانة
شعر:#عبدالله_بغدادي