يا خِلّ
بقلم محمد أبو رزق
ما الذي غيّرك عنا يا خلّ
وعَهدُنا بالمحب لا يملّ
وكنت قبل ترعى عهدنا
وطيفك يزورنا كأنه الطَّل
واليوم غدوت تروغ عن دربنا
فلا أنت تسأل عنا أو تطُلّ
إنك وإن غبت عن أعيننا
لازلت أنت الهلال إذ يهلّ
إننا وإن هجرت ونسيت ودادنا
لازلت عندنا أنت الورد والفلّ
سيبقى حبك خالدا في قلوبنا
حتى وإن عادانا وهجرنا الكلّ
مقامك عال محفوظ في نفوسنا
لايعوضه سواك وغيرك لايحُلّ
هذا الهجر منك أدمى قلوبنا
أتعبنا التساؤل وعندك الحَلّ
فاشفق من حالنا وزر ربعنا
أو ابعث سلاما وهو منك الأقلّ
وصالك غايتنا وبهجة نفوسنا
وهجرك الهوان بل هو الذلّ
صدودك فراغ تلفحنا شموسه
وقربك أنس وأمان نعيم وظلّ
يا خلّ وما الذي أنساك ودادنا
وما حسبناك تتغير هكذا ياخلّ
وفَينا والوفاء فينا شيمة وسليقة
وأخلصنا وحالنا على ذلك يدلّ
قد وهبناك القلب والعمر كلّه
والرجوع في الهبة أبدا لايحِلّ
محمد أبورزق