*فِي إنْتِظَارِ الرّسُول*
بقلم الشاعر Abdel Fatah Naffati
النَاسُ تَسْألُنِي
وَ تَسْألُني
مَا أكْثَرَ عُتْمَةَ اللَيْل
في المُدُنِ
مَا أكْبَرَ الحَيْرَة حينَ تَنْتَصِرُ
الثَوْرَةَ عَلَى فَيَالقِِ الصَمْتِ
مَاذا أقُولُ لَهُمْ
يَا سَوْسَنِي
ْ أُصَارحهُمْ
وَ أُنْهي طِوَالَ القِصَصِ
و أنْتَهِي
فِي بَادىء الأمْرِ تَحَمَّلْتُ
الشَّكَ
و تَجَمّلْتُ بالصَبْرِ
و الآنَ بَعْدَ إخْضِرَار الكَلامِ
في الألْسُنِ
لَنْ أرَابِطَ خَاشيًا
عَلى تَلّةِ الوَجْدِ
لِي بَدْرٌ عَلَى وَشَكِ البُزُوغِ
وَ بالجِوَارِ في قِمَمِ الصَدْرِ
وَ دَواخِلِ الرُوحِ
لِي بَيْتٌ سَأبْنيه
منْ بَقَايَا الحَجَرِ
و المَرْمَرِ
و الكُسْتناءِ
وَ زَهْرِ اللَوْزِ الرَطْبِ
وَقَدْ يُبَاركُني الرَبُّ
وَ أُرَبّي عَائلَةً منَ العَصافيرْ
وَ نَطيرُ كُلّنَا دُفْعَةً واحدَةً
في نهَايَةِ أَجَلِ العُشّ
وَ قَدْ نَبْقَى
لنَشْهَدَ زَوَاجَ أَحْفَادَ الشَحَاريرِ
أوْ إحْتفَالَ الحُبَارى
بِمَواسِم الإكْليل و الزَعْتَرْ
مَا أجْهَلَ النَاسَ
بِصُحُفِ العِشْقِ
كُلّمَا زَادَ الطريقُ
و نَادَى منْ بعيدٍ
نَامَتِ المَسَافَاتُ عَلى الصَخْرِ
و نَاحَتْ الشَمْسُ
في أَقَاصي الغَرْبِ
لِي يَا سَوْسَني الوَحيدُ أسْبَابي
لأرَتّبَ للنوَى المَقَام
فإنْ إشْتَدّتِ الريحُ بخَيْمَتِنَا
العَاريةِ السَقْفِ
فلابُدَّ سَيَقْذِفُنَا العَصْفُ لآخرِ
أدْرَاجِ الحُبّ
وَلابُدّ أنْ يُهَاتفَنَا في الظلْمَاءِ
رَسُولٌ
يُبَشّرُنَا بقُرْبِ الإنْعتَاقِ