(عورةٌ لا تُغتفر)
بقلم الشاعر د.معن حسن الماجد
ضاقت الأيام ذرعا بالنهار
فارتمت ضوضاؤه
خلف أستار الشتاء
تحت حبات المطر
يحتسي فنجان وهمٍ
فوق أكوام الخيال
ثروة في خدرها
واضطرابات أبيدة
في متاهات الصخر
زفرةٌ تحت الركام
أزّها صوت الحجر
إغتراقاتٌ توارت
في غياباتٍ سحيقة
مزّقت لهو السكون
عورةٌ لاتُغتفر
عورةٌ النفط عورة
واغتيالاتٌ وثورة
واحتلالاتٌ أُخَر
من قرار الأرض تستل المواجع
في رِكاب الحزن تمضي
وهجها الخابي اندثر
من دهاليزٍ عميقة
تجتبي مجدا بليد
واعتباراتٍ أنيقة
دونها فجرٌ تقهقر
والصباحات الصديقة
عاقرت بعد النظر
هجرةٌ تحت الأديم
زجّت الأهواء في أمرٍ عظيم
سددت رميَ الخُطى
صَوب زهوٍ مختصر
عورةٌ النفط عورة
واغتيالاتٌ وثورة
واحتلالاتٌ أُخَر
***
أشرقت شمس المحال
والزغاريد اليتيمة
واحتمالات الضجر
والترانيم الهزيلة
بللت صبر الثواني
أثلجت صدر الكدر
كلما زاغ النهار
حثّه برد النياح
وانصهارات القمر
وتراتيل الثكالى
أدمنت نبض القنوط
غازلت وهن الأثر
لملمت أشلاء ليلٍ
والبقايا من فضاءاتٍ عتيقة
عهد تاريخٍ تردّى
غرغر العهد الأغر
واختناقات السطور
في مساءاتٍ أثيمة
غربةٌ فوق الثرى
لاظلالٌ لاشجر
عورةٌ النفط عورة
واغتيالاتٌ وثورة
واحتلالاتٌ أُخَر
***
إحتيالاتٌ عليلة
غيّبت عطر القوافي
نائباتٌ تتوالى
فوق هامات العوالي
تجرف الفجر الأخير
واصطباحاتٍ أُخَر
إختراقاتٍ طفيفة
دغدغت ثغر الصباح
كلما دارت رحاها
أدبرت تلك اللواهي
أقبلت شمس الحذر
إستباح الصومَ إفطارٌ مؤجل
فوق أنقاض السنين
فوق أنهارٍ شحيحة
وائتلاقاتِ الكِبَر
هيمن الليل الشريد
وعلى الأسوار ناح
هزّ مهد الإغتراب
وامتلاءاتُ المواني
ترتدي ثوب السفر
بارق الآمال يخبو
في الأزقة
في مساراتٍ غريقة
يجمع الأشلاء من ماضٍ عريق
يغرقُ الأسرارَ في نهج القدر
كلما فاء الغضب
وخبا فيه اللهيب
استعار الصبح جذوة
من ليالٍ جائرات
فتأرّتْ بعد حينٍ
بشواظٍ من شرر
مخطئٌ من ظنّ يوماً
أنّ للنفط انتماء
بل بحورٌ في الخفاء
ترتوي منها المعالي
وقِراب الأقوياء
جنّةٌ تحت الثرى
تزرع الخيبات في أرض العِبر
عورةٌ النفط عورة
واغتيالاتٌ وثورة
واحتلالاتٌ أُخَر
د. معن حسن الماجد
العراق - الموصل