في الأنوار أمتثل........................
يقلم الشاعر ذياب الحاج
إنّ الحسانَ بذاكَ الروضِ تحتفلُ
زَهوَ الربيع به الأزهار تختملُ
يبدو الجمالُ بذاك الثغرِ مبتسمٌ
من كفّهِ ختموا شهداً ، ويعتزل
وأورُقُ الزهرِ بالقطراتِ موردها
كم تقصدُ الحبَّ ، فالأفئادُ تحتملُ
إنّ الذي قد غَشَاني عطرُ بِعثتهِ
غَشَا الزمانَ ، وفي الأنوار أمتثل
كنّا رقودٌ ، فَشَنّفْنا لمسمعهِ
أنّ الرسولَ وبكراً جاء يرتجلُ
كطلعة البدر في الأسحار مشرقه
والقلبُ مادَ مع الإشراقِ يرتحل
كما المرايا بهٰذي النفس صورته
ما بان فيها ، فنبض القلب يعتدل
عدنا وقد شَخَصَ الإِبصارُ مُقلتنا
ننظرْ اليه ، وقادَ الجمعَ مُتّكِلُ
وصار يمشي له الوجدان في وجل
وحار بالبال ، والأرواح تتصل
نقفوا النبيّ بُعيد اليوم في أثرٍ
قُبلات شكر من الآثار تَرتَمل
قبّلت يدّا هي الترياق بلسمنا
وأشتهي قدماً بالطيب تغتسل
يبني قباء ، ونحن الطين نغبطه
كم زاد طُهراً من الكفين يكتحلُ
قد أمّ فينا الى الرحمن قبلته
والعين في قبلتينا قادها الثّمل
يا ساتر الغيب والأحلام تحضره
دوما نزلت بنفسٍ والرؤى أملُ
تُحبّ فينا كما الأنصار لهفتنا
فهل بقوم من الأنصار تمتثل
يا ليت شعري هلِ الآجال تحضرنا
والروح منّا الى الرضوان تشتمل
بالحوض ألقى رسول الله ، يعرفني
هذا الذي صنع الأحلام يقتبل
إن الشفاعة هذا اليوم تُحرزها
فاشرب بكفي على الظمآن تبتلل
وادخلْ ، حقيقٌ لهذا الحبّ جيرتنا
ما ضلّ قلب به الأشواق تعتملُ
صلى عليك إمام الرسل أحمدنا
ما طاف روحٌ بكل الخلق تنخزلُ
......................................................
ذياب الحاج