كان يوم موعد للشاعرة سعاد بازي
يوم وصل بريدك قبلك
باقة " الهالفيتي " السوداء
وحدها اخبرتني أن انتهى أمري لديك
وحدها أخبرتني أني ما كنت إلا
صفقة ناجحة
أذيب جمود قصائدك
كان يوم موعد
يوم أخبرتني أن الكلام انهزم وتعثر
وأن الوصال قد يتأخر
أصبت يومها بوعكة تحت درجة اللظى
تأرجحت بسلم الانتماء
للعاشقين
لكل الأوفياء
لم أجد الكتف
لم أجد السند
لم أجد شرطة النسيان
لتطارد طيفك المتواري
بين سراديب ذاكرتي
انهزمت
تركت للشمس فسحة
لتذيب شحوم أوهام المحال
وبعد أقصى الكلام
سكت الكلام
أقسمت ألا أستند إلا
عكازة شاعر لم يكتب الشعر يوما
ولن يكتب قط
اليوم عدت وكأن شيئا لم يكن
لتقول لي :
أن خيمة اللغة بعدي سقطت
وأن صمتي دق في نعشها ٱخر مسمار
اليوم عدت لتقول لي :
ردي نعمة البصر لقصائدي
فقد كانت بوجودك قوية الإبصار
نقرة من أجنحة صوتي
تذكيها قناديلا في وجه الليل
في وجه الإعصار
لتقول لي :
أنني كنت نبضا نفاذا لمسام
الشعر بقصائدك
وأن نبضها بعدي غفا
وأني كنت الإلهام
كنت الوحي
لكل الأشعار
كفاك هذيانا
الصبر الجميل انكسر
القلب بعدك إلى نصفين انشطر
نورا ونار
سعاد بازي
من ديوان ( حب بشراسة فقدان )