مجد امتنا ....
بقلم د . الفيلسوف الشاعر
يوسف علي الشوابكه
عمان - الاردن
لقد ذكروا لي مجد امتنا فما....تمالكت نفسي من بكاء به دما
ونار الهوى تقتات من جسدي بلا....وقود سوى الدمع الذي سال منهما
يذل بعينيّ الرجولة كلها...ويستلهم الماضي لأبقى محطما
اذا طلعت شمس الصباح احسها....تعاتب من صلى وصام وسلّما
وان غربت تلقى علينا من الدجى...مصابا يحط القلب بالنار والفما
كأن المدى يصطادنا لنعيره...من الصبر بابا آخرا متهدّما
وكل الذي يجتاحنا من عيوبنا...ويشتدّ لما نستقل التوهّما
تركنا طريق الحق خلف ظهورنا...وجئنا لمن لا يعرف الله وانعمى
على ان في كفيه امالنا ولم...نرى الظلم بالكفيّن كان مدعّما
وامتنا اغتالت هواها فأصبحت....تسل من الوجد التليد ترحّما
تخالفها أعرافها وتصدها...وتقسم ان المستحيل تقدّما
فناديت في كل الميادين هاتفا...فلم الق الا واهما متجهّما
تكاد طوابير الحماقة تصطلي....لتأخذ منّا ما يقد التأزما
وصوت بنيها خافتا متخاذلا.....ولا شيء ترجوه غدا متندما
ولا خطوات الفخر فيها تعانقت...ذرى النفس حتى لم نجد مترجما
اذا شرب المرء المذلة راضيا....تحوّلت الدنيا بعينيه علقما
يميل الى ظلامه وهو عالم...بأن الذي قاساه أصبح سمسما
فلا تحمدن العيش لو بثرائه....فكل طريق لا يرى الخير أظلما
لان نازعتك الأمنيات مع الهدى....فعيشك تحت الترب أولى واكرما
تلف بعينيك المصائب والونا...وتشرب من كأس المذلة بلسما
وما وضعته النفس عند ميولها....يذل الذي قاسيته ان تكتّما
وامتنا تمشي وراء ذيولها...لتسرق شيئا كان بالبؤس أعلما
فلا هي نالت حجة تحتمي بها...ولا كسبت مما بنته تقدّما
وأصبح مسعاها بكل حرارة....لتطوي الاماني قبل ان تتوسّما
وكل مجال أوجدته غدا أذى.....وساق عليها الويل فيما تنعّما
فلا تعتبن اليوم يا صاحبي فلن....تشاهد من بعد انتصارا مخيّما