قبل الربيع
بقلم الشاعر محمد المؤذن
قبل الربيع أيام الصقيع
والرياح المجنونة
جلب زهر منهاتن المفتونة
وورد وريحان برشلونة
لف الباقة في ورق من لشبونة
بحنان عانق الريحان
بطاقة من البندقية الأيقونة
كانت مكنونة
عاد إلى أرض الميعاد
بعد الحداد على الأمجاد
يطلب يد ليلى المصونة
نقرت أمه الباب
بأظافر مزرقة بلون السماء
فبرق ألماس سوارها بجلاء
فتح الباب طفل بلا سروال
ينتظر أن تجود الشمس بحرارة
من تحت سحب دجنبر
على غسيل بحبال
تقدم الخاطب
بخطى وئيدة
كتم الطفل قبلة عنيدة
أعدها لزائرة من نوعها فريدة
لم تخطر على بال
قد تمد إليه حلوى
أو قطعة ريال
عاد الصبي البهي
بلا ريال بلا سروال
يخبر أمه لتحسن الاستقبال
قالت أهلا ولم تقل سهلا
خجلا أوسهوا
بعباءة من صوف
وجلد خروف معلوف
فرشت بهوا
ظل الخاطب يهش الذباب
على الباقة الحبلى لعل ليلى
تفتن بثمنها الأغلى
عاد عباس
من مصحة الأضراس
يكتم الأنفاس
بحرارة حياهما بإشارة
يتقي ألم المرارة
دخلت ليلى
تتمسح على صدرها هريرة
تلاطفها بظفيرة
بطلعتها كانت أميرة
ليست لها نظيرة
جمال عربي مليح
وثغر به جوهر مرصوص
كسبحة التسبيح
ليلة المديح
قالت السلام
سترت المحيا بلثام
رد الخاطب
وعليك السلام
سليلة أعز الأعمام
قالت
لازالت كرمة التين بعد سنين
تحتفظ بأثر أرجوحتنا
بعد اغترابك بعد أعوام
ماخطبك يا هشام
قال ليلى
إليك أشتاق بلا نفاق
كان طيفك في بري وبحري
وتحت الأنفاق
لك مني ليلى أغلى صداق
مالي من راق ولا ترياق
سأحملك معي وراء الآفاق
تعبرين الحدود بأوراق
قالت وما صداقي
بعد التلاقي
وقلت انت ترياقي وراقي
قال شقة في الأندلس
وألماس يرصع البرنس
قالت
لا أقبل شقة في الأندلس
وقد هزم فيها العرب بالأمس
صداقي أن تصلي
ركعتين في القدس
وتستظهر القرآن
من الفاتحة الى المعودتين
وتنظم بالبحر الطويل
قصيدتين فصيحتين
لن أغادر وطني
إلى يوم الدين
خذ باقة وردك المعولمة
ففي وطني
أزكى الورود والرياحين
محمد المؤذن مؤسس ورئيس جمعية كازابلانكا للتراث الشعبي