هذا الزّمان غرور
بقلم خالد امدوني
يا لوعتي هذا الزّمانُ غَرور
بلغت مداها في حماه الشّرور
ضاعت على أعتابه عاداتنا
و تغيّرت في المجريات الأمور
لا الأمّ قائمة بحقّ بناتها
شرعا و لا ولد لديها بَرور
و تعطّلت بين العيال مسائل
حلّ المشاكل يعتريه قصور
هذا الزّمان تنوّعت عثراته
في محمياته كم بدت لي ثُغور
إنّ المهرّج يستحقّ صدارة
أمّا المفكّر لا علينا صَبور
هذا الّذي فوق الملاعب راقصا
كالبهلوان مع الكرات يدور
ملَك القلوب و شعشعت أنواره
كالنّجم في حلك اللّيالي يمور
و المطرب الفنّان رمز بلاده
ما عُرّفت لو غاب للنّاس دور
في وحدتي تابعت أرض زماننا
فإذا بها جدباء ملح و بور
في وحدتي ساءلت نفسي يا ترى
ما خطبه هذا الزّمان عَقور
قذف النّوابغ في هُوى نسيانه
فتغيّبوا و الآخرين حضور
حول الموائد و الحرير لباسهم
غنّ الجنائن وكرهم و القصور
و بنو الثّقافة رثّة أكفانهم
و اللّحد إكرام لهم و القبور
يا صاح أتعبني الضّمير بلومه
فكتبت ما أملى عليّ الشّعور
هي الحقيقة و الحقيقة مُرّة
فتبيّنوا، هل ما أقوله زور ؟
لا تغضبوا حرْفي بنيته مطلقا
و مراد لفظي في الحقيقة نور
لا تغضبوا لفظي حشرته صارخا
في أرخبيل ضيّقته الصّخور
غصبا دفعته لاٌجتياز مخاطر
هل ينتهي بالسّلم هذا العبور ؟.
يا صاحب الحرف اٌمتهنت سخافة
و اٌخترت من عير القبيلة عور
جهّزت راحلة و ظنّك خاطئ
أن ترتقي بالفكر مرّت عصور
و بنبتك الأيّام تكفر تارة
و تداس أُخرى في حماها الزّهور
يا صاحب الومضات وحيك ضائع
كضياع عقل خادعته الخمور
لا تنتظرْ منهم جزاء إنّهم
في وجهة قد حاد عنها الشّكور
أن تلتزم بقناعة أفرزتها
أو في اٌنتظارك إن فهمت النّفور.