حقيقة الحياة
بقلم الشاعر محمد أبو رزق
كم سنحيا في هذه الحياة
ونحن نموت ألاف المرّات
ما بين نوم وغفوة اللحظات
واللحود لا تفتر عن استقبال الضيوف
والمودعون والمشيعون كثر
والمعزون يملأون السرادقات
والورثة خلف الباب مختفون
يبحثون في الخزانات والصناديق والرفوف
ويتيم يصرخ وسط الحشود
أنا متّ يوم مات أبي
أنا متّ يوم ماتت أمّي
أنا متّ يوم مات أخي
أنا ميّت حسب الأحوال والظروف
وعلى وجه الحياة الأخر
تلفظ الأرحام مواليدها
تستقبل الدنيا جديدها
والقادمون الجدد يتقاطرون بالألوف
والقابلات والمولِّدات كثر
والمهنئون يملأون الجنبات
زغاريد وأهازيج وضرب بالدفوف
وعجلة الحياة تدور بسرعة
والأيام تتوالى والأعوام تمضي
وكلّ يوم يمرّ يموت بعضي
ومنجل الموت ماض يحصد ويطوف
كم سنعيش في هذه الحياة
وبطن الأرض دائم المناداة
طرفة عين ما بين الميلاد والوفاة
من القماط إلى الكفن تدرجنا الكفوف
قد فاز من عبد ربّه وله صلّى
عرف الحقيقة فزهد وتخلّى
تسربل بالصبر وبالإيمان تحلّى
طريق الله واضح والحق معروف
محمد أبورزق 2018/02/08