تفاحة قيس
بقلم الشاعرة نجلاء عطية
في مفترق يسحق
المسافات البعيدة
ما بين التّخوم
حين علا الدخان
من قعر دواة
ذاوية
وذبل الياسمين
يائسا من العمر
وقف قيس مفتونا
وجها لوجه
مع النّسيان الكاذب
وصدق الحنين
في محاولة أخيرة
لاعلان الذّنب المشتهى
أمام الملائكة
ونفي التّوبة النصوحة
يوم الحساب
كصنم تخترقه
سهام الشّوق
لتلك اللّحظة الآسرة
وخطواتها على الدّرج
كقصيدة شعر
تتمايل على وقعها
ذاكرة نبيّ
مجنون
ويتلظّى من جمرها
قلب شاعر
قتيل
وتعثرت في حسّه
كل الابجديّات
فرحت بها
لتوقع الدّهشة
في حضن
موعد خرافيّ
كاد يسقط سهوا
من أساطير العشّاق
الأوّلين
مع ليلى
فصار الزّمان اعصارا
و المكان بركانا
والكلمات عبرية
على وجه
قهوة غجريّة
وقبلة مطبوعة
على الجدران
وسع الكون
حبّا
وعناق يحرق الخيال
شوقا
لروح إستثنائية
كغيمة صيفيّة
وتمرّد على شفتي
قيس
سؤال صريع الهوى :
أيا ليلاي قولي
كيف تسرقين
من المساء
بكائي
و زهر البنفسج
كيف تهتكين
عرض صمتي
بكحل عينيك
الحزينتين؟
أيا ليلاي خبريني
لم فستانك الأسود
يفتك ببرودة أعصابي
يربك وجداني
وشالك الحريري
الأحمر
يأسر شعاع الشّمس
الأخير بأفقي
وهو يستر
في بذخ كتفيك
ويعريني ؟
أيا ليلاي متى
يخترق عطر شعرك
مساماتي
دون أن تفقد الأرض
وعيها
تحت أقدامي؟
أيا ليلاي
من أين أتيت
وكيف أتيت
أي سماء سترفع
لتفاحة مقدسة مثلك
وأي أرض ستبسط
بذنب عاشق مثلي؟
بقلمي: نجلاء عطية