الأربعاء، 25 يوليو 2018

Hiamemaloha

البدايـــــــــات 
بقلم الشاعر مهدي الماجد

لماذا بداياتنا دوما ً فاشلةْ

نهاياتها على الأغلب ِ متفائلةْ

لمَ لا نبدأ من النهايات إذن ..؟

انت ِ مثلا ً ترتدين ثوبك ِ الحريري

مزركشا ً بالورود ِ الناعسة ِ

وأنا أكادُ أشقُ قميصيَ خوفا ً

من أنْ يرموك ِ سواقُ التاكسيات ِ بفكاهاتهم الفجة ِ

أو يرتطمُ بك ِ ذاكَ المعدمُ الذي دوخهُ السياسيونَ

فتبينُ رائحةُ العلب ِ المعدنيةُ جمعها من النفايات ِ

هامدةً كجبل ٍ علي منكبيه

أو يعلو بصوته عاملُ بناءٍ أتعبته الحروبُ والحرُ الشديدُ

يفرقعُ أبوذيتهُ كعندليب ٍ رافض ٍ

( عيوني عليك يا مدلول لا جن

وبيه لا سمع لا إنس لا جن

انا بشوكك السبع بحور لاجن

اشعل وانطفي والنار بية )

متمثلا ً ببيوت ِ الطين ِ أجلسُ في عتمة ٍ مفضيةْ

مسترسلا ً كهيمان ٍ لا نأمةَ لا صوتْ

أسمعهم يحيكون حيطانهم حولي

بناءٌ من القشَّ وبواري الفصبْ

أدعكه فيسيلُ بأناملي كرصاص ٍ مصهور ٍ

الويلُ من مرقديَ هذا

بانتظار ِ من لا يأتي

كان عصيا ً عليَّ الاّ أرضى بهم

هم الذين من فصيلة ٍ غير ِ فصيلتي دماؤهم ووجوههم شتي

لا يجذبني سمتهم المتعالي

وهم لابسون ثيابهم الثقيلة في حرَّ تموزَ اللهاب ِ

متمرغين بطين ِ اسطبلات ِ الخيول ِ ليخفوا معالمهم

باذرين على وجوههم حفنةَ ( ديتول ) خشيةَ الرائحةْ

سأستقبلهم بالاحضان ِ

ناصبا ً بصدورهم النياشينَ

ورؤوسهم بورد ً فاتَ أوانهْ

ولن أدعهم حتى يرتوونَ

يقاسمونني فناجينَ القهوة ِ

يدخنونَ الدخانَ

ويرمونَ عيدانَ الثقاب ِ المنطفئة ِ على الرصيف ِ

إنْ شعرتُ منهم بملل فلكزةُ بساقيَّ الخشبيتين ِ هي الحلُ

ثم يرحلون لا مأسوفٌ عليهم

انهم يجيؤون دوما بمهامَ لا يتقنون لها صنعا ً

وينمونَ خرابا ً في مدينتي كطحلب ٍ بري ٍ

ورغم ما ترادفَ من لصوص ٍ

رغم الأسى والتجلي

رغم ما حاقَ بالزهرة ِ من ذبولْ

يبقى الوردُ بردائك َ فاتنتي في عطره ِ الأكملْ

وتبقينَ زهرتي الوحيدةْ

في قامة ٍ مديدةْ

تضخن عطرا ً لبقية ِ الزهورْ

وبئسا ً ...

لبداياتنا الفاشلةْ
,
,
ــــــــــــــــــــ
مهدي الماجد
24/7/2018

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :