الأحد، 26 أغسطس 2018

خنساء الشام

حين يقترب الخريف 
بقلم الأديبة سميا دكالي 

ابتسم الصباح في وجهي مداعبا إياه لما توضح خطوط الصباح فيه
وأشرقت شمسه الذهبية لتخترق زجاج نافذتي وتغريد العصافير تخترق مسامعي
رفعت غطائي الثقيل عني ففرح هذا الأخير بقدوم استقالته على أعتاب صباح مشرق
اقتربت إلى مرآتي لأنظر إلى ملامح وجهي وأنا خائفة كعادتي كل صباح
لأرى هل ملامحي مازالت على حالها ؟؟ أم سرقت الايام من نظارتها....
فقط مرآتي لاتكذب علي أحيي فيها صراحتها وصدقها وإن كان ذلك قاسيا علي
في زاوية نظرت لمذكراتي ابتسمت في وجهي وكأنها تحييني تحية الصباح
تنتظرني مساء كعادتها لاحملها وأخط فيها أحرف اليوم وما سيفاجأني به القدر
استدرت مرة ثانية لمرآتي أناشدها أن لاتسرع الخطى وان توقف الزمن
أن تبقيني كما أنا أن يظل ربيعي ولايهجر امرأة تعيش على أمله
أخاف من قدوم خريف بات يدق ناقوس الخطر على اعتاب امرأة تكسرت احلامها

فماذا بعد الهوة الكبيرة بين الزمنين ؟؟؟؟
خريفي يشعرني ببرد أثيري حتى أحرفي يتملكها لما تختزنه من ذكريات أليمة
مددت يدي وهي ترتجف إلى صندوق فيه كل ذكرياتي لأفتحه
ذكريات بها طوق شفاف يختزن بسمة ودمعة
وكأنني اعود سنينا إلى الوراء.......
لم افتحه تركته مغلقا حتى تبقى أحرفه سجينة ماضيه
لا أريد أن أخرجها إلى زمن مزيف كهذا لتبقى حبيسة زمنها المثالي 
فحتى لو حررتها لن تعرفني فقد تغيرت غصبا عني 
وأنا مالي ألجأ لماض لا أنال منه غير ظلال مرسومة على جدار اصفر اللون 
جدار لم تسعفه وردية شمعتي أن تبرزه ليراه الكل 

                   سميا دكالي

خنساء الشام

About خنساء الشام -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :