يا رجلاً يشبهني أنا
بقلم الشاعر محمد عبد الكريم الشعيبي
يا أنتْ.....يا رجلاً يشبهني أنا،
حين يأتي المساء
أبقى أتسائل ! إلى متى نظلُ مرتحلين ؟
نعزفُ لغربتنا ألحان الأنين،
وجودنا مثل العدم الفاني
نعيشُ في حكم الميتين.
(وحيداً...أشقُ إليكَِ عباب المدى
تاركاً للصدى وقع خطاي وللريح ناي ظلي)
فصلُ الشتاءِ يشدُ مفاصلي،
إلى الجوع... إلى الصقيع،
يقتاتني البردِ اللعين.
ولدتُ وتوأمي الصمت
على ظهر صخرةٍ صماء
لا تستفزها ثرثرة الأمواج التي
تحجُ لتلاطمها تباعاً
ثائرة لا تلين.
إنهُ البحر قد يستكين،
بين مدٍ وجزر،
الضفاف موعدنا،
ولقطرات المطر أن تنهمر
فوق شاطئ البكاء،
من سحبٍ دامعة العينين
***
ما أصعب أن يكون للمرء ذاكرة طويلة،
في بلادٍ قصيرة الأمل
كانت وطناً للطيبين.
مشكلة الأرصفة
أنها لا تنسى ظلَ العابرين،
وتلويحة المناديل
المبللة بأنداء الياسمين.
هذه الذكريات لها ينابيعها
المندلقة عميقاً
في شجر الحنين.
لنا أمسنا
وللغد مسقبلٌ ملبد بالعمى.
هي ذي كلماتي شاختْ،
أحرفي ما عادت فرقدا أعلى فأعلى،
بل صارت عرساً يزغرد لكهولتي.
ألمحُ وجهي في إنعكاس المرايا
شاحباً...يتلو الأسى تلو الأسى،
يحفرُ مسارات أخرى
للوجع الدفين،
وتجاعيداً في أخاديد السنين.
***
(حدثينا يا صبابات الهوى
هل حلمنا ما زال فينا أم هوى؟
حدثي فالمغرمون استعذبوا
ذلهم بيد سلطان الجوى)،
لينتهي بهم المطاف مشردين
في كل أنحاء الدنيا،
أسمع أصواتهم
كأن توقيتها وتعذيبي جنازة
تصرخُ من روحها
في ممرات العمر الحزين.
الطرقات مأسورة لدى الحجارة،
ولي في الحياة منفى وألف ممشى
لا تقود لغير الدجى،
لمشعوذٍ بين غياب وضباب
يفتح نافذة التخمين.
***
القلبُ في بيداء الليل
خيلٌ أضناهُ البعد وطول البين،
توهتهُ العاصفات السود
وهو يبحث عن واحاتٍ للسلوى،
وعن مهرةٍ بكر صهباء اللون
تنتظر من شرفة ضوء القمر اللُجين
جوادها العاشق ريثما يعود،
ليهديها قبلاتً موشاة بالحمى،
تُطفأ منها كميت اللمى
حتى أخر رعشة في الجسدين.
-محمد عبدالكريم الشعيبي-
٢٣-١٠-٢٠١٨
بقلم الشاعر محمد عبد الكريم الشعيبي
يا أنتْ.....يا رجلاً يشبهني أنا،
حين يأتي المساء
أبقى أتسائل ! إلى متى نظلُ مرتحلين ؟
نعزفُ لغربتنا ألحان الأنين،
وجودنا مثل العدم الفاني
نعيشُ في حكم الميتين.
(وحيداً...أشقُ إليكَِ عباب المدى
تاركاً للصدى وقع خطاي وللريح ناي ظلي)
فصلُ الشتاءِ يشدُ مفاصلي،
إلى الجوع... إلى الصقيع،
يقتاتني البردِ اللعين.
ولدتُ وتوأمي الصمت
على ظهر صخرةٍ صماء
لا تستفزها ثرثرة الأمواج التي
تحجُ لتلاطمها تباعاً
ثائرة لا تلين.
إنهُ البحر قد يستكين،
بين مدٍ وجزر،
الضفاف موعدنا،
ولقطرات المطر أن تنهمر
فوق شاطئ البكاء،
من سحبٍ دامعة العينين
***
ما أصعب أن يكون للمرء ذاكرة طويلة،
في بلادٍ قصيرة الأمل
كانت وطناً للطيبين.
مشكلة الأرصفة
أنها لا تنسى ظلَ العابرين،
وتلويحة المناديل
المبللة بأنداء الياسمين.
هذه الذكريات لها ينابيعها
المندلقة عميقاً
في شجر الحنين.
لنا أمسنا
وللغد مسقبلٌ ملبد بالعمى.
هي ذي كلماتي شاختْ،
أحرفي ما عادت فرقدا أعلى فأعلى،
بل صارت عرساً يزغرد لكهولتي.
ألمحُ وجهي في إنعكاس المرايا
شاحباً...يتلو الأسى تلو الأسى،
يحفرُ مسارات أخرى
للوجع الدفين،
وتجاعيداً في أخاديد السنين.
***
(حدثينا يا صبابات الهوى
هل حلمنا ما زال فينا أم هوى؟
حدثي فالمغرمون استعذبوا
ذلهم بيد سلطان الجوى)،
لينتهي بهم المطاف مشردين
في كل أنحاء الدنيا،
أسمع أصواتهم
كأن توقيتها وتعذيبي جنازة
تصرخُ من روحها
في ممرات العمر الحزين.
الطرقات مأسورة لدى الحجارة،
ولي في الحياة منفى وألف ممشى
لا تقود لغير الدجى،
لمشعوذٍ بين غياب وضباب
يفتح نافذة التخمين.
***
القلبُ في بيداء الليل
خيلٌ أضناهُ البعد وطول البين،
توهتهُ العاصفات السود
وهو يبحث عن واحاتٍ للسلوى،
وعن مهرةٍ بكر صهباء اللون
تنتظر من شرفة ضوء القمر اللُجين
جوادها العاشق ريثما يعود،
ليهديها قبلاتً موشاة بالحمى،
تُطفأ منها كميت اللمى
حتى أخر رعشة في الجسدين.
-محمد عبدالكريم الشعيبي-
٢٣-١٠-٢٠١٨