#رواية_اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب.....مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #الجزء_الثاني_عشر 🍂
#معاناة_ماريا
مر ذاك النهار بطيئا كنت أستعجله ليأتي الليل لعل جاك يهاتفني فيه .... ربما كان متعبا البارحة بسبب السفر أو لأمور لا أعلمها فالغائب حجته معه كما تقول لي صوفي.
نفس الروتين قضيته لم أعد أريد النظر من الشرفة أثناء العمل فهي تذكرني بحبيبي عندما كان يتخذ له مقعدا هناك لينتظرني .... كل شيء مضى ما بقيت لي سوى ذكريات أعيش عليها .
أنهينا عملنا استعدادا للخروج مررت بعدها مباشرة على ليفيا التي كانت تنتظرني بمظلتها فقد كان المطر يهطل بغزارة.... ذكرتني بذلك اليوم الذي فاجأني به جاك بمظلته هو الآخر...... كم كان مميزا عندي عشت فيه أجمل الأوقات .
لاحظت ليفيا حزني وسكوتي فحاولت التخفيف عني طالبة مني أن نذهب لأحد المتاجر لأنهم أحضروا أحدث الملابس ولا يجب ان نفوت تلك الفرصة .....لكنها فوجئت ببرودي فأعادت الكرة قائلة:
ليفيا : سنوهويت لنذهب للتبضع فهناك فساتين غاية في الروعة أكيد ستروقك عزيزتي.
أنا : ليفيا ليست لدي رغبة لنترك ذلك ليوم آخر ألا ترين أن الجو لن يساعدنا على التجول؟؟
ليفيا : ولكنك كنت تحبين ذلك.. أرجوا أن لا يستمر حزنك. عيشي لحظاتك وحاولي نسيان ما قد يدمر نفسيتك.
أنا : حاضر ولكن كيف لي أن أنسى من سكن فؤادي ؟
ليفيا : أخبرك أمرا واتخذيه عبرة في حياتك هو الإنسان إذا ما ترك ما يتمناه ولم يعد يعره اهتماما فأكيد سيحصل عليه.... فالدنيا تمشي عكس تيارنا ورغباتنا .
أنا : ربما معك حق ولكن ما يقلقني هو معرفة ما الذي حصل لجاك ؟ أريد فقط الاطمئنان عليه وعلى أحواله.
ليفيا : سوف يكلمك سنوهويت طال الزمن أو قصر مادام قد أحبك.
أنا : أتمنى ذلك من قلبي فأنا لن أستطيع العيش من دونه لقد أصبح الهواء الذي أتنفسه.
بقينا نتكلم ونستفسر عن غياب جاك ونحن نحاول أن نخلق عذرا لذلك إلى أن وصلنا إلى بيتي..... ودعتني ليفيا متمنية لي الهدوء والسعادة .....فعلا هي صديقة مميزة أجدها في الأوقات الصعبة تساندني وتحبني كأخت لها .....دلفت داخل بيتنا لأجد أمي وصوفي على المائدة تحتسيان القهوة.
تذكرت جاك حين كان يشربها معنا .... تبا لماذا كل حدث مشابه أو مكان ما يذكرني به ؟ أنا أريد لذاكرتي أن تتحرر..... أشعر وكأنني أصبحت مقيدة بكم من الذكريات التي ترسخت بها وباتت لا ترحمني، تمر أمامي كشريط فيلم مما يزيد من معاناتي.... كم تمنيت أن تعود تلك الأحداث أو أن أعيشها مرة أخرى .
أنا : أهلا ماما اشتقت إليك وإلى صوفي كيف حالكما ؟
ماما : بخير ابنتي ما دمت أنت كذلك لدي خبر لك أكيد سيسعدك .
قفزت من مكاني أستعجل ماما لكي تخبرني .
أنا : ماهو بسرعة ؟ هل من جاك ؟؟
ماما : ليس منه سنوهويت بل من ألفريدو سأل عنا ويقول أنه سيأتي في عطلته القادمة فقد اشتاق إلينا .
انا : سعيدة بقدومه... أخيرا تذكر أن له أهل ظننتك ستخبرنني شيئا عن جاك .
ماما : لا تحزني فسيكلمك اليوم ربما كان متعبا من السفر.
أنا : أتمنى ذلك المهم طابت ليلتكما سأصعد لأرتاح.
قبلتهما وصعدت لغرفتي تمددت على سريري الذي يحس بما أحمله الآن من آلام. هو الوحيد الذي يعرف لحظة سعادتي وحزني، فيحتضنني بصمت ليخفف عني أوجاعي وما جرعتني إياه الأقدار......أخذت القيثارة وبدأت بعزف لحن أبي الذي عشت دوما أردده حين أكون حزينة، أختلي بنفسي ومعي قيثارتي .
ظللت أنتظر وعيناي على هاتفي لعلي أسمع رنة منه لكن دون جدوى خاب أملي .....كيف لقلبه أن يطاوعه لينساني ؟ بل وينسى تلك اللحظات الجميلة التي قضيناها .... أين وعده لي ؟ مجرد كلمات ذهبت مع مهب الريح .
لم أعد أحتمل ذلك الانتظار المميت وكأنني أشحت منه مكالمة ..... تبا لهذا الحب الذي ينقص من كرامتنا ويجعلنا ضعفاء. سوف أحاول أن أقوي شخصيتي حتى لا أؤذي نفسي أكثر.... أطفأت النور لأنام وإذا بي أسمع طرقات على الباب.
كانت أمي قد شعرت بتوتري وحزني فأرادت الاطمئنان علي .
ماما : ما بال طفلتي لم تنم بعد ؟... حبيبتي لا تفكري كثيرا فجاك إن كان يحبك سيبحث عنك.
أنا : نعم ماما معك حق سأحاول أن أنسى الأمر وأعيش حياتي كالسابق ....فقد تعبت من معاناتي حتى أن كل شيء لم يعد يشعرني بالسعادة.... وأنا التي كنت مفعمة بالحيوية والأمل.
ماما : الحياة ما زالت أمامك وأيضا الأشخاص هم كثر سوف تتعرفين عليهم.... فقد يؤلمك أحدهم اليوم وقد يسعدك الآخر غدا ... لذا لا تيأسي وجربي حظك عدة مرات حتى تنالي غايتك.
بقيت معي أمي تواسيني وتخفف عني ..... كلامها كان منطقيا وعلى صواب وهو ما يجب العمل به لكن العاطفة تغلب علي ..... وأنا متأكدة أني لن أنفك عن حب جاك فقد استولى على قلبي ومن المحال أن أحب غيره.
نمت وبالي معه تمنيت أن أعرف سبب كل ذلك الغياب وفي نفسي الوقت كلي خوف أن يكون قد أصابه شر ..... لكن حتما الأيام سوف تكشف لي ما عجزت أنا التوصل إليه .
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش دون أب.....مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه.
🍂 #الجزء_الثاني_عشر 🍂
#معاناة_ماريا
مر ذاك النهار بطيئا كنت أستعجله ليأتي الليل لعل جاك يهاتفني فيه .... ربما كان متعبا البارحة بسبب السفر أو لأمور لا أعلمها فالغائب حجته معه كما تقول لي صوفي.
نفس الروتين قضيته لم أعد أريد النظر من الشرفة أثناء العمل فهي تذكرني بحبيبي عندما كان يتخذ له مقعدا هناك لينتظرني .... كل شيء مضى ما بقيت لي سوى ذكريات أعيش عليها .
أنهينا عملنا استعدادا للخروج مررت بعدها مباشرة على ليفيا التي كانت تنتظرني بمظلتها فقد كان المطر يهطل بغزارة.... ذكرتني بذلك اليوم الذي فاجأني به جاك بمظلته هو الآخر...... كم كان مميزا عندي عشت فيه أجمل الأوقات .
لاحظت ليفيا حزني وسكوتي فحاولت التخفيف عني طالبة مني أن نذهب لأحد المتاجر لأنهم أحضروا أحدث الملابس ولا يجب ان نفوت تلك الفرصة .....لكنها فوجئت ببرودي فأعادت الكرة قائلة:
ليفيا : سنوهويت لنذهب للتبضع فهناك فساتين غاية في الروعة أكيد ستروقك عزيزتي.
أنا : ليفيا ليست لدي رغبة لنترك ذلك ليوم آخر ألا ترين أن الجو لن يساعدنا على التجول؟؟
ليفيا : ولكنك كنت تحبين ذلك.. أرجوا أن لا يستمر حزنك. عيشي لحظاتك وحاولي نسيان ما قد يدمر نفسيتك.
أنا : حاضر ولكن كيف لي أن أنسى من سكن فؤادي ؟
ليفيا : أخبرك أمرا واتخذيه عبرة في حياتك هو الإنسان إذا ما ترك ما يتمناه ولم يعد يعره اهتماما فأكيد سيحصل عليه.... فالدنيا تمشي عكس تيارنا ورغباتنا .
أنا : ربما معك حق ولكن ما يقلقني هو معرفة ما الذي حصل لجاك ؟ أريد فقط الاطمئنان عليه وعلى أحواله.
ليفيا : سوف يكلمك سنوهويت طال الزمن أو قصر مادام قد أحبك.
أنا : أتمنى ذلك من قلبي فأنا لن أستطيع العيش من دونه لقد أصبح الهواء الذي أتنفسه.
بقينا نتكلم ونستفسر عن غياب جاك ونحن نحاول أن نخلق عذرا لذلك إلى أن وصلنا إلى بيتي..... ودعتني ليفيا متمنية لي الهدوء والسعادة .....فعلا هي صديقة مميزة أجدها في الأوقات الصعبة تساندني وتحبني كأخت لها .....دلفت داخل بيتنا لأجد أمي وصوفي على المائدة تحتسيان القهوة.
تذكرت جاك حين كان يشربها معنا .... تبا لماذا كل حدث مشابه أو مكان ما يذكرني به ؟ أنا أريد لذاكرتي أن تتحرر..... أشعر وكأنني أصبحت مقيدة بكم من الذكريات التي ترسخت بها وباتت لا ترحمني، تمر أمامي كشريط فيلم مما يزيد من معاناتي.... كم تمنيت أن تعود تلك الأحداث أو أن أعيشها مرة أخرى .
أنا : أهلا ماما اشتقت إليك وإلى صوفي كيف حالكما ؟
ماما : بخير ابنتي ما دمت أنت كذلك لدي خبر لك أكيد سيسعدك .
قفزت من مكاني أستعجل ماما لكي تخبرني .
أنا : ماهو بسرعة ؟ هل من جاك ؟؟
ماما : ليس منه سنوهويت بل من ألفريدو سأل عنا ويقول أنه سيأتي في عطلته القادمة فقد اشتاق إلينا .
انا : سعيدة بقدومه... أخيرا تذكر أن له أهل ظننتك ستخبرنني شيئا عن جاك .
ماما : لا تحزني فسيكلمك اليوم ربما كان متعبا من السفر.
أنا : أتمنى ذلك المهم طابت ليلتكما سأصعد لأرتاح.
قبلتهما وصعدت لغرفتي تمددت على سريري الذي يحس بما أحمله الآن من آلام. هو الوحيد الذي يعرف لحظة سعادتي وحزني، فيحتضنني بصمت ليخفف عني أوجاعي وما جرعتني إياه الأقدار......أخذت القيثارة وبدأت بعزف لحن أبي الذي عشت دوما أردده حين أكون حزينة، أختلي بنفسي ومعي قيثارتي .
ظللت أنتظر وعيناي على هاتفي لعلي أسمع رنة منه لكن دون جدوى خاب أملي .....كيف لقلبه أن يطاوعه لينساني ؟ بل وينسى تلك اللحظات الجميلة التي قضيناها .... أين وعده لي ؟ مجرد كلمات ذهبت مع مهب الريح .
لم أعد أحتمل ذلك الانتظار المميت وكأنني أشحت منه مكالمة ..... تبا لهذا الحب الذي ينقص من كرامتنا ويجعلنا ضعفاء. سوف أحاول أن أقوي شخصيتي حتى لا أؤذي نفسي أكثر.... أطفأت النور لأنام وإذا بي أسمع طرقات على الباب.
كانت أمي قد شعرت بتوتري وحزني فأرادت الاطمئنان علي .
ماما : ما بال طفلتي لم تنم بعد ؟... حبيبتي لا تفكري كثيرا فجاك إن كان يحبك سيبحث عنك.
أنا : نعم ماما معك حق سأحاول أن أنسى الأمر وأعيش حياتي كالسابق ....فقد تعبت من معاناتي حتى أن كل شيء لم يعد يشعرني بالسعادة.... وأنا التي كنت مفعمة بالحيوية والأمل.
ماما : الحياة ما زالت أمامك وأيضا الأشخاص هم كثر سوف تتعرفين عليهم.... فقد يؤلمك أحدهم اليوم وقد يسعدك الآخر غدا ... لذا لا تيأسي وجربي حظك عدة مرات حتى تنالي غايتك.
بقيت معي أمي تواسيني وتخفف عني ..... كلامها كان منطقيا وعلى صواب وهو ما يجب العمل به لكن العاطفة تغلب علي ..... وأنا متأكدة أني لن أنفك عن حب جاك فقد استولى على قلبي ومن المحال أن أحب غيره.
نمت وبالي معه تمنيت أن أعرف سبب كل ذلك الغياب وفي نفسي الوقت كلي خوف أن يكون قد أصابه شر ..... لكن حتما الأيام سوف تكشف لي ما عجزت أنا التوصل إليه .