**سيدةُ العشقِ والهذيان **
بقلم الشاعر أحمد المنصوري
حائرٌ..
ولي لغةٌ مخنوقةٌ تهدرُ
ولي أمواجٌ وخلجانٌ وشُطآنْ
حائرٌ..
أتمايلُ بينكِ وبين اﻷصواتْ
أُشكِّلُ منها ما أشاءُ من نغمات
أسمعها تعزفُ في الجسدِ
أروعَ وأجملَ اﻷُغنياتْ
تئن بأعذب اﻷلحانِ وأعمقِ اﻵهاتْ
تصرخُ..
إني أحبكِ
بلغةِ الماءِ والحجرْ
بلغة ِالبرقِ والمطرْ
بلغة الريحِ والشجرْ
بلغةِ النور ِوالقمرْ
بلغةِ القضاءِ والقدرْ
بكلِّ لغات ِ البشرْ
حبُّكِ قمرٌ..
حبُّكِ أرضٌ..
حبُّكِ وطنْ.
وأنا أهيمُ بهذا الوطنْ
أُعاني أَمَرَّ وأحلى عذابٍ
في هذا الوطنْ
أسمعُ أنينهُ..
أراهُ يستغيثْ
يحترقُ في دمي ويستميتْ
ثمَّ يسترخي في سريرِ صدري وينامْ
***
يدخلُ حبُّك ِتاريخي
ويتغلغلُ كالخنجر في جسدي
فأتلذَّذُ بدميَ المسفوحْ
على الخلايا والجروحْ
على الهضابِ والسفوحْ
على شمسيَ التي تبزغ ولا تروحْ
على كلِّ أشكالِ الخطاب المذبوحْ
***
يا سيِّدةَ اﻷوطانِ واﻷزمانْ !!
لِمَ جعلتني أهيمُ حائراً بلا زمامْ ؟ !
وأصبحتِ زمنيَ الذي يؤجِّجُ
جموحيَ نحو الهذيانْ !؟
ماذا عساني أهديكِ ؟
أَأهديكِ في كل لحظةٍ
كتاباً تقرؤهُ تفاصيلُ جسدي ؟
أأهديك وردةً عاشقةً
متيَّمةً بسحر الجمالْ
تفجّرُ صمتَ السؤالْ ؟؟!!
يا سيدتي العاشقة
ياسيدتي العاشقة
لِمَ تصرخينَ في وريدي؟
تضجرينَ..تفرحينَ..تتألمينْ
وأنا الذي سخَّر القمر لكِ
بهِ تلعبينْ !
يا سيدتي العاشقة !
تمهَّلي..تمهلي قليلا
حتى يأخذني الشعرُ
إلى فراشهِ
فأتساءلُ :
-هل أنامُ أم ﻻ أنامْ ؟
-كيف لي أن أحلمَ دون أن أنامْ !
أريدُ أن أُسائلَ دروبَ الليلِ
كيف يغني الحلمُ للعاشقين
مأساة اليتامى والمشردين ؟
حيث يمكثُ الهجر في قلب الرياحين
ويسافر الحب في متاهةِ الدواوينْ .
* أحمد المنصوري *ْ
ْ