أنا الآن في هاويةٍ
على جرفِ
جبلٍ
يسمى
جبل الضياعْ
واقفا على بركانِ
الحزنِ الاصمِّ
أبكي لوحدي
أكتبُ الآن فقط لأني
أشعر أني أريدُ
الكتابةَ حتى
أنفس عن هذا الحزنِ
الذي يكادُ
يخنقني
يدايَ ترتجفْ
وعقلي يفكرُ وبالي
مشغولْ
تارةً يحضرُ وأخرى
ويغيبْ
أمورٌ كثيرةٌ تختلطُ
عليَّ
فلا اجدُ لها
تفسيرْ
قلبي ينبضُ
بشدة
وأصابعي تنظرُ إليّ
كأنني غريبْ
أكادُ أرى قسماتَ وجهها
الآنْ
شئ لايصدقْ
أن تجدَ نفسكَ تكلمُ نفسكَ
بكل ِّجوارحكْ
تفكرُ في أنكَ
تفكرْ
تتوقفُ قليلا
لتجدَ نفسكَ في
نقطةِ البدايةِ
لم تسلمْ من حزنِ
التفكيرِ
بعدْ
يدٌ مبسوطةٌ ويدةٌ
ممدودةٌ
أمامَ حاسوبٍ
قديمْ
أنا الآنَ أصورُ ذاتي
عاريةً
بينَ الكلماتِ
أشلاءً
مزقها الحزنُ
وأرهقها
التفكيرْ
فراغٌ مهولٌ تسبحُ فيهِ
الكلماتْ
أسمعُ ضجيجَ الحروفِ
تتطاحنُ في معركةِ
الظهورِ فلا أرى
غيرَ أناملي في
الظلام
على نورِ شمعةٍ فوقَ
مكتبي
تلكمْ عادتي ورثتها مذْ
كنتُ تلميذا
بالثانوي
أحب نورَ الشموعْ
يبكي كما
يبكي
قلبي
ويذوبُ كما تذوبُ
مشاعري
بين أحضانِ الألمْ